رسالة إلى العميد خليفة الشيباني المكلف بالإعلام والاتصال بالحرس الوطني
تحية طيبة وبعد،
لقد تابعت العديد من تصريحاتكم على خلفية الأحداث التي جدت في العديد من المناطق، وقد لفت انتباهي ما أشرتم إليه من اعتقال شباب حزب التحرير على خلفية توزيع بيانات، ولأنه قد تم ربط الأحداث في كلام مع الحديث عن توزيع البيانات وكان هذا الأمر مكرراً بنفس السياق مع العديد من المحطات الإذاعية مما يوحي للسامع بوضعية غير مطابقة للواقع، وقد يكون تحريضا على الحزب، لذا رأيت من واجبي أن أشير عليكم بما يلي:
- نحن نثمن مجهودات أبنائنا الأمنيين بمختلف أسلاكهم، ونعتبر أن من يقوم على أمن الناس مثاب ومأجور عند الله.
- إن توزيع البيانات لا يعد ممنوعاً إلا في قانون بن علي، والحمد لله أن القضاء قد أنصف شبابنا الذين اعتقلوا على خلفية توزيع البيانات.
- إن البيان ينص بالحرف الواحد على: (إننا نعتبر أن الإنكار على الحكام في تقصيرهم وسوء رعايتهم من جهة ومطالبة الناس بحقوقهم من جهة أخرى واجب ومطلوب شرعا، لذلك فإننا مع هذه التحركات على أن تحافظ على طابعها السياسي ولا تتحول إلى أعمال عنف وشغب).
- لسنا ممن يدعون إلى تجنيب الأمنيين الحديث في السياسة وعما هو مطروح على الساحة من بدائل لإخراج الناس من هذا الواقع المتردي، ولسنا ممن يطلب منكم الحياد كما يقال، فأنتم أبناء هذه الأمة الإسلامية حيث تقتضي عقيدتها السير بما ينبثق عنها من معالجات.
- إن حزب التحرير هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، فلا هو بالعلماني الذي يفصل الدين عن الحياة ولا هو بالحزب الديني الذي يدعو إلى الكهنوتية؛ وإنما هو من رحم هذه الأمة، يعمل على أساس قوله تعالى ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. كما أنه لا يتبنى الأعمال المادية لأنها حرام ومناقضة لطريقة رسول الله e في إقامته للدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة.
- نخاطبكم باعتباركم أبناء هذه الأمة أن تكونوا حصنا حصينا وسدا منيعا لها، خاصة من مكائد المستعمر وأمام نهب ثرواتها وانتهاك حرماتها وأنتم العين الساهرة أمام الاستخبارات الأجنبية. والعقيدة الأمنية يجب أن تكون مبنية على أساس العقيدة الإسلامية كما أن الأمن يجب أن يحرس أمن البلاد والعباد، فإن حزب التحرير يحرس أمته أمنيين وغيرهم من مكائد العملاء ويكشف خططهم، إننا نأمل بكم بأن تكون حاضنتكم هم أهل البلد ولا يسمح لأجنبي بالتدخل في أجهزتنا الأمنية تحت أي مسمى، إعانات أو تدريب أو غير ذلك؛ لأن ذلك يجعل للأجنبي سبيلاً علينا، ورَسُول اللَّه e قَالَ: «لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ».
- إن الأمة الإسلامية تتعرض اليوم إلى حرب شعواء من أعدائها وهي تتطلع إلى النهضة، فلا بد أن يكون رجالها إلى جانبها وأن يتحملوا مسؤولياتهم، ونحن على يقين بأن أهلها قادرون على ذلك.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليم صميدة
مكتب الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية تونس
2016_01_27_Art_Letter_to_the_official_spokesman_of_the_National_Guard_AR_OK.pdf