ثورة الشام تبحث عن فارس يوحد فصائلها ويقودها للنصر
الخبر:
أخبار مواقع التواصل – كانت هناك دعوات عامة من قبل العوام والمجاهدين وطلبة العلم ولم تكن هناك مبادرات رسمية ذات خطوات وأسس عملية منطلقة من واقع الفصائل وحالها، فأمام هذا الواقع وحرصا عليه استضافت جبهة النصرة فصائل جيش الفتح للارتقاء من التنسيق العسكري إلى الاندماج الكامل بعد موافقة مبدئية منهم ودُعي لهذا الاجتماع اثنان من طلبة العلم شهودا ومذكرين، وكانت الكلمة الأولى منهم دون غيرهم ثم ثُنّي بقادة الفصائل وكان آخرهم الشيخ الجولاني فقدم الشيخ الجولاني طرحا فيه العديد من الضوابط الشرعية والسياسية لمواجهة التحديات الحالية بما فيها حاكمية الشريعة والحفاظ على المهاجرين، وتعهدت جبهة النصرة بالالتزام بقرارات مجلس شورى الجسم الجديد وبرايته وبميثاقه وتخلت عن إمارته دفعا منها لإنجاح هذه الخطوة، وتغافلت جبهة النصرة عن البيانات السياسية وعلاقات الفصائل والجهات الداعمة لها تغليبا لجمع قوة المجاهدين مع تحفظ جبهة النصرة على تلك العلاقات وآثارها على الساحة الشامية، وفي وقت تشكل فيه الجبهة رأس حربة لكل معركة ولله الحمد وما ذاك إلا تذليلا للعقبات وتقديما لمصلحة المسلمين وطلبا لبركة الاعتصام، فوافقت جميع الفصائل الحاضرة إلا أحرار الشام علقت الجلسة وأثارت مسألة فك الارتباط، فشرح الشيخ الجولاني للفصائل ماهية الارتباط ومدلولاته من وجهة نظر جبهة النصرة فوافقت الفصائل مجددا إلا أن الشيخ أبا يحيى المصري أصر على فك الارتباط مع طلب الحاضرين له بالموافقة بما فيهم الأخ أبو البراء معرشمارين، وقد أقر الجميع بحجم التنازلات والخطوات التي قدمتها جبهة النصرة تجاه خطوات الاندماج وعلى أحرار الشام أن تخطو خطوة واحدة فقط وتوافق وانتهت الجلسة، وهذا ما حدث باختصار ونحن لا نحسن سياسة الإسقاط ولكننا اضطررنا للحديث مع تسريب الأخبار..
التعليق:
بعد أن تكشف للقاصي والداني وللمسلم والعلماني حقيقة ما سميت بمفاوضات الحوار مع نظام المجرم بشار في جنيف أي مفاوضات جنيف3، وبعد أن صُدمت المعارضة السورية الهزيلة في عقلياتها والهزيلة في أفكارها ومقدراتها وإمكانياتها، بعدها صُدمت بموقف الإدارة الأمريكية من حقيقة أنها تتشبث ببشار ونظامه، هذا الموقف الواضح منذ بداية الثورة وخلالها وحتى الآن، ولكن الضحالة السياسية التي تعاني منها المعارضة السورية هي التي تسببت بهذه الصدمة وليس التصريحات الأمريكية. وبعد أن يئس أهل ثورة الشام من الموقف الدولي ومن الدول الداعمة التي لا تدعم إلا بهدف التحكم بالساحة السورية وبالتالي للحيلولة دون السقوط المدوي للنظام المجرم في دمشق، حتى رآه العامة رأي العين، بعد كل ذلك عاد الناس للمطالبة بتوحيد كلمة الثورة وحمايتها بل تحول هذا المطلب لمسألة مصيرية لا بد من الوصول إليها وإلا فإن ثورة الشام مهددة باستمرار القتل والإجرام بحقها، وبالتالي فإن أعداء الأمة سيستأسدون ويوغلون أكثر وأكثر في دماء المسلمين، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾.
لهذا احتدم النقاش في الساحة الشامية وفي مواقع التواصل حول: من يقف عائقاً في وجه توحيد الفصائل؟
ذلك لأنه الرد الوحيد والأمثل على المواقف الدولية الهزلية تجاه ثورة الشام. فظهر جلياً أن هناك فئتين؛ الأولى تدعو وتعمل للتوحيد وتفضح من يعارضها، والثانية هي من لا تريد التخلي عن كرسيها المعوج حتى ولو ضاعت البلاد وهلك العباد! فانبرى الجميع يزعمون أنهم يريدون التوحيد دون قيد أو شرط وأنهم مستعدون للتخلي عن كراسيهم من أجل الوحدة هذه! إذاً ما الذي يقف حائلاً دون التوحيد هذا؟ لقد وضع كل فصيل شروطاً لا ترضي الله ولا رسوله، وتمسك بها وكأنها حقائق شرعية! مما يؤكد أنها غير جادة في زعمها هذا!
لقد آن الأوان، لنبذ الفرقة وإبعاد دعاتها والعاملين لها، والعمل بكل قوة لجعل كل فصائل الثورة جيشاً إسلامياً واحداً كجيش أسامة الذي عقد لواءه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. ولكن من المعلوم أن هذا لن يقبل به بعض قادة الفرق والفصائل خوفاً على كراسيهم ونفوذهم، لذا اقتضى الأمر القيام بثورات داخل الثورة وإسقاط هذه القيادات العفنة وتوحيد الكلمة وإعطاء القيادة لرجل تقي نقي يحمل مشروعاً إسلامياً واضح المعالم يقود الثورة للنصر كما قاد صلاح الدين الأمة لفتح بيت المقدس.
هذا ما تريده الأمة وتريده ثورة الشام لا غيره بتاتاً، فلا مفاوضات ولا حوار ولا جلوس مع وفد المجرم القذر بشار الأسد يُرضي الناس، بل خلعه وقلعه من أرض الشام هو ما تريده الأمة وهو ما سيكون هدف هذا الجيش فلنعم ذلك الجيش ولنعم ذاك القائد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا