“لرجل الأمن أيضا عقيدة إسلامية لا تموت تحرّك نخوته وتدفعه للدفاع عنها”
الخبر:
ألقت الصحف في كيان يهود الصادرة يوم الاثنين الضوء على العملية الفدائية التي نفذها رجل أمن فلسطيني بإطلاق النار على ثلاثة جنود يهود قرب حاجز بيت إيل العسكري الأحد، مؤكدة أنّ السلطة الفلسطينية تتحرّى حول عناصرها لعدم مهاجمة كيان يهود.
واعتبر الخبير العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هارئيل أنّ انضمام عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى موجة العمليات التي تستهدف يهود كفيل بإشعال الوضع الميداني في الضفة الغربية. وذلك عقب قيام أمجد السكري أحد أفراد الشرطة الفلسطينية بإطلاق النار على جنود يهود ظهر الأحد قرب حاجز بيت إيل وسط الضفة الغربية.
وتُعَدّ هذه العملية هي الثانية التي ينخرط فيها أحد رجال الأمن الفلسطيني في المواجهة الحالية، ويبدو أنه من المبكر القول إن هذا الأمر انعطافة جديدة في ظاهرة “المنفذين الوحيدين”. وقد قامت دولة يهود في الأشهر الأخيرة باعتقال عدد من العاملين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية بتهمة مساعدتهم في التخطيط لهجمات ضد اليهود. (المصدر: الجزيرة نت – 2016/02/02م)
التعليق:
أن ينفّذ الشباب الفلسطيني عمليات تستهدف يهود أمر معهود ومألوف ولكن أن يكون ذلك على يد رجل أمن فلسطيني فتلك هي “طامّة كبرى” حلّت على كيان يهود ومن قبلها عميلتها الحكومة الفلسطينية التي تسعى جاهدة إلى “الوفاق والتوافق” لتبقى على كرسي العرش ولا تصطدم بكيان يهود، لهذا جرت لاهثة لتطلق صفّارات الإنذار للبحث والتمحيص بين أفراد رجال أمنها حتى لا يكون بينهم من يقوم بمثل هذه العمليات فيذهب سعيها لنيل الرضا هباء منثورا.
سلّطت الصحف في كيان يهود الضوء على عملية رجل الأمن هذا واعتبر المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت أليئور ليفي أنّ السلطة الفلسطينية تبذل قصارى جهدها من بحث وتحرّ عن عناصرها حتّى لا يقوموا بمثل هذه العمليات وحتّى لا ينضمّوا لهذه الموجة من الهجمات التي تستهدف اليهود.
تحاول الحكومة الفلسطينية صارمة أن لا ينخرط رجالها في العمل ضدّ كيان يهود لأنّها تريدهم الدرع الواقي له يحمونه من هجمات أهل فلسطين، ولكن ما كل ما تخطط له يتحقق فالواقع يفنّد مخططاتها ويجعل من آمالها سرابا، فهي تتعامل مع أبناء أمّة مهما حاول أعداؤها النيل منها ووأدها فإنها حيّة ولن تموت! أمّة ولاّدة لأبناء يفدونها بالغالي والنفيس.
فمخطئ من يحسب أنّ الأمّة الإسلامية قد تتخلّى عن عقيدتها ومخطئ أيضا من يظنّ أنّ “العقيدة الوطنية” التي يحاول حكام العرب ومن ورائهم الغرب غرسها في نفوس الأمنيين والضباط بدل عقيدة الإسلام لأنّها متربّعة في قلوبهم لا يمكن أن تنتزع من مكانها. فما قام به أمجد السكري ابن الـ35 عاما، متزوج وأب لستة أطفال، من قرية جماعين في نابلس حيّر عقول يهود وجعل بعضهم يتساءل عن سبب ذلك ولكن يصعب عليهم إدراك الإجابة بل يستحيل عليهم فَهْمُ أنّ هذا الأمنيّ قبل أن يكون فلسطينيا فهو مسلم بالدرجة الأولى غلت في عروقه نخوة أبناء الأمّة وتوجّه نحو أعدائها غير مكترث بأنّه أمني يعمل في حكومة لا تريد إزعاج محتلّي أراضيها.
مخطئ من لا يرى في رجال الأمن الخير والنخوة والغيرة على هذه الأمة فكلّ من غرست فيه عقيدتها يرجى فيه كلّ الخير وأمّة الإسلام تنتظر منهم أن يقوموا بدورهم لنصرة دينها وإرضاء ربّها.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصامت