عشر سنوات مضت – ماذا تعلمنا؟
(مترجم)
الخبر:
قبل عشر سنوات، تعرضت السفارة الدنماركية في دمشق – سوريا، لهجوم بسبب الرسوم المسيئة للرسول e. أثارت هذه “الذكرى”، عدداً من المقالات والتعليقات من الساسة الدنماركيين للتذكير بالحادثة وفترة وقوعها. البعض ركّز على الأحداث كونها وقعت من “مسلمين متطرفين”، والبعض الآخر ركّز على دور النظام السوري، وكون أن السفارة الدنماركية لم تُحرق وإنما التي تم إحراقها هي السفارة النرويجية، نظرا لأنها كانت في الطابق الأرضي بينما السفارة الدنماركية كانت في الطابق الأول خلف الأبواب الأمنية.
التعليق:
في عام 2006، استغلت وسائل الإعلام والسياسيون الدنماركيون الحادث لمهاجمة كل المسلمين الذين ينتقدون الرسومات وجعلوهم مسؤولين عن الحادث الذي وقع في دمشق. لقد أظهروا صورا للمبنى المحترق لأيام عدة، مع علمهم أن السفارة الدنماركية لم تُمس بسوء تقريبا، وذلك لمجرد إثارة مناخ سلبي من شأنه إسكات جميع المنتقدين. وعلى الرغم من أن هذا الأمر يمكن اعتباره خدعة رخيصة وغير أخلاقية من قبل وسائل الإعلام والسياسيين، إلا أن ذلك يعد هامشيا مقارنة بالدروس الأخرى التي يمكن استخلاصها من هذا الحادث وعلى مدى السنوات العشر التالية.
في عام 2010، أظهرت الوثائق الأمريكية السرية المسربة عبر موقع ويكيليكس، أن النظام السوري كان وراء الحادث، من أجل استغلال مشاعر المسلمين لإزالة الاستياء والغضب المتزايد ضده، وتوجيهها نحو عدو خارجي. في الوقت نفسه كتب رجل سوري مؤثر اسمه، الشيخ صلاح كفتارو، رسالة إلى وكالة المخابرات المركزية، ذكر فيها أن الأسد يرسل الرسالة التالية إلى العالم: “نحن الوحيدون الذين نقف بينك وبين جحافل الإسلاميين (…) وهذا ما ستحصل عليه، إذا سمحت لديمقراطية حقيقية وسمحت للإسلاميين بالوصول إلى السلطة “.
تلك الرسالة التي كررها بعد 5 سنوات عندما ثار الناس في النهاية ضده.
إن استخدام الرسومات ومشاعر المسلمين التي أثاروها، كصمام لإعادة توجيه الاستياء المتزايد، لم يكن خاصاً بسوريا، بل استخدمه الطغاة في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وهو يبين لنا أننا كمسلمين، في حاجة ماسة إلى الوعي السياسي، حتى لا يتم تضليلنا وحرف بوصلتنا عن طريق الظلمة المخادعين المستغلين لمشاعرنا، وحتى لا نستنزف طاقتنا في أعمال ليس لها تأثير حقيقي.
لأنه أولا، ربما كان ذلك أحد العوامل التي حافظت على الطغاة في السلطة لبضع سنوات أخرى قبل بدء الانتفاضات في وقت لاحق بأربع سنوات. ثانيا، أن الهجوم على السفارة لم يكن له تأثير حقيقي على الدولة التي كانت وراء الرسومات، مما زاد فقط الكراهية والاضطهاد وحملة الملاحقات ضد المسلمين منذ ذلك الحين.
إن الأمة الإسلامية، تريد التغيير وهي تستحقه، وهذا التغيير لا يكون بدون ثمن.
وقد تم بالفعل دفع ثمن باهظ في سوريا وغيرها، فعلينا أن لا نجعل ذلك يذهب هدرا عن طريق تضليلنا مرة أخرى من قبل الغرب وعملائه، مثلما هو جارٍ الآن في إطار مفاوضات جنيف 3، أو في المستقبل.
لا يمكن التأكيد بما فيه الكفاية، كم هو مهم لنا نحن المسلمين البدء في زيادة الوعي لدينا. أولا، من خلال التركيز على فهم الواقع السياسي الذي يحيط بنا، وثانيا بفهم الأحكام الإسلامية المتعلقة بهذا الواقع، من أجل تحقيق تغيير حقيقي واستعادة درعنا الواقي وحامي شرفنا؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يونس كوك
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في إسكندينافيا