الكرملين يواصل الحرب ضد الإسلام في روسيا
(مترجم)
الخبر:
في 4 شباط/فبراير، ذكرت صحيفة IA الروسية: “صدر حكم في تشيليابينسك بالسجن على خمسة أعضاء من حزب التحرير، بمدد وصلت في مجموعها إلى نصف قرن. حيث حكمت محكمة موسكو العسكرية على أعضاء في خلية حزب التحرير المحظور على الأراضي الروسية. وقد قضى الحكم بسجن المتهمين مددا تتراوح بين خمس سنوات ونصف وسبعة عشر سنة”.
التعليق:
تشيليابينسك هي مدينة في جنوب الأورال، وهي سابع أكبر مدينة من حيث عدد السكان في روسيا، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.2 مليون شخص. يرتبط تاريخ اسم المدينة مع الإسلام والمسلمين، حيث عاش التتار، والبشكير، والكازاخيون في هذه المناطق لعشرات القرون. ومع استيلاء الامبراطورية الروسية على هذه الأراضي، ونتيجة لاتباع المادية الإلحادية، تعرض المسلمون في الأورال لمضايقات مستمرة، وصلت إلى مستوى أن الناس في المنطقة أوشكوا على نسيان ماضيهم الإسلامي.
ويتواصل اضطهاد المسلمين في جبال الأورال وسيبيريا، حيث يتم تدمير المساجد، مثل مسجد “نور الإسلام” الذي دمر تماما في نوفي يورنغوي في سيبيريا. كما قتل إمام المسجد، الشيخ عصمت الدين أكبروف بوحشية. وكتبت عبارة “روسيا هي للشعب الروسي!” على جدران مسجد “ألتين” في منطقة سفيردلوفسك. في منطقة الأورال لا يوجد تعليم متوسط، بل كلها معاهد تعليم إسلامي عالٍ.
يهتم الكرملين بشكل خاص بحملة الدعوة إلى الإسلام. وقد بدأ منذ عام 2003 حملة اعتقالات واسعة في صفوف أعضاء حزب التحرير وما زال الوضع مستمرا حتى يومنا هذا. انتهت العملية القضائية الأخيرة في مدينة تشيليابينسك في 4 شباط/فبراير، حيث حكم خلالها على سلفات خابيروف بالسجن 17 سنة في سجن النظام المشدد، وبمدة 1.5 سنة إقامة جبرية (بعد تنفيذ العقوبة الرئيسية). وحكم على شيموف بالسجن 16 سنة في سجن النظام المشدد، وبمدة 1.5 سنة إقامة جبرية. وحصل كبيروف على حكم بالسجن 6 سنوات، وحصل شمس الدينوف ومعروف على 5 سنوات و 6 أشهر في سجن النظام المشدد وسنة واحدة إقامة جبرية لكل منهما.
بسبب عجزه الفكري وحقده على الإسلام والمسلمين، فإن الكرملين لا يمكنه القيام سوى بالصراع المادي. فهو لا يملك أية فكرة من شأنها تبرير سياسته الوحشية والحاقدة ضد شباب حزب التحرير بأي حال من الأحوال. وتقوم السلطات بتلفيق الأدلة الكاذبة لإدانة شباب الحزب بموجب الجزئين الأول والثاني من المادة 282.2 من القانون الجنائي (الانتماء إلى منظمة متطرفة والمشاركة في أنشطتها)، والجزء الأول والثاني من المادة 205/5 من القانون الجنائي الروسي (تنظيم مجموعة إرهابية والمشاركة فيها) والجزء الأول من المادة 30، والمادة 278 (التحضير لأعمال تستهدف الاستيلاء على السلطة بالقوة، وكذلك التغيير العنيف للنظام الدستوري).
إن هذه الكذبة تذكّرنا بمشركي مكة المكرمة، وهم في “دار الندوة” عندما احتاروا في وصف النبي الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام، ولم يوصلهم تفكيرهم إلا باتهامه بالسحر. واليوم، كما كانت الحال مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام خلال مرحلة الدعوة في مكة المكرمة، فإن السلطات تقوم باعتقال حملة الدعوة إلى الإسلام، وتعذيبهم، وملاحقة زوجاتهم وأطفالهم، وعدم السماح لأي شخص بمساعدة عائلات وزوجات وأطفال المعتقلين. لكن النظام المجرم في الكرملين لا يمكن أن ينجح في وقف الدعوة والدعاة، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ﴾.
وعلى الرغم من كل المحاكمات والملاحقات التي يتعرض لها الشباب وأسرهم، فإن هذه الدعوة لا تتوقف، والإيمان الذي استقر في قلوب حملة الدعوة في هذه المنطقة لا ينطفئ ولو للحظة واحدة، وإنما يستمر يضيء الظلام بنور الإسلام، ويستقطب كل يوم المزيد من الأتباع والمؤيدين الجدد. وعلى الرغم من كل ما يملكه الكرملين من قوة، فإننا نعتقد أن النصر هو من عند الله، وأن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة سوف تقوم قريبا إن شاء الله، وسوف يحكمنا الخليفة الراشد الذي سيرسل جيشه الباسل من أجل تحرير البلاد من الكفار المستعمرين وينصر المسلمين في سيبيريا والأورال وروسيا. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير