الغرب ومصلحته في الإبقاء على نظام الطاغية
“وشهد شاهد من أهلها”
الخبر:
نقلت الصفحة الإخبارية الإلكترونية “عربي21” بتاريخ 2016/02/06 تصريحات تلفزيونية للسيناتور الأمريكي ريتشارد بلاك، وبصراحة متناهية قام السيناتور بتوضيح الأسباب الحقيقية وراء تمسك الغرب ورفضه سقوط بشار الأسد ونظامه في سوريا، ولعل أبرز تلك الأسباب كما ذكر هو “المخاوف الأمريكية من رؤية رايات “الفزع” السوداء والبيضاء للدولة الإسلامية ترفرف فوق العاصمة دمشق وما سيمثله هذا من تهديد على أمن أوروبا”، وأوضح السيناتور الأمريكي أن “سوريا هي مركز الثقل للحضارة الغربية”، محذراً من “أن سقوط الأسد يعني قدوما سريعا وخاطفا للإسلام إلى أوروبا”، وأنه يتوقع “حملة وهجمة تاريخية للإسلام تجاه أوروبا، تفضي في نهاية المطاف إلى احتلال أوروبا على أيدي المسلمين”.
التعليق:
إن موقف أمريكا من ثورة الشام واضح منذ اليوم الأول، وهو يتمثل بإبقاء النظام على ما هو عليه، مع إمكانية إجراء بعض التعديلات الطفيفة كاستبدال طاغية بآخر وعميل مستتر بعميل مفضوح، وهذا الموقف لم يتغير ولن يتغير، وقد جاء كلام هذا السيناتور ليؤكد ثبات أمريكا والغرب الكافر المستعمر على هذا الموقف.
فإلى المهرولين للارتماء في أحضان أمريكا والغرب نقول: ها هو شاهد آخر من أهل “البيت الأسود” يقول لكم ولغيركم: لا، لن نرضى أن تُحكم سوريا بغير الذي حكم به آل الأسد المجرمون، فهي آخر معاقل العلمانية بالنسبة للغرب، فالأسد عميلهم وهم مَن أرسى دعائم نظام حكمه الفاشي، ولذلك لا عجب في حمايتهم له والدفاع عنه، أما قول السيناتور أن المقصود بأصحاب الرايات السوداء والبيضاء هو تنظيم الدولة، فهذا محض هراء وحجة واهية لم تعد تنطلي على عاقل، فتنظيم الدولة لم يسبق له أن رفع اللواء الأبيض مطلقا، ولذلك فإن خشيتهم الحقيقية إنما هي من خلافة قادمة ستهز أركان العالم والبيت الأبيض خاصة هزا، لا من خلافة لا وجود لها إلا في مُخيلة بعض المُغَرّر بهم، ولذلك فإن كلام السيناتور يؤكد الحرب الصليبية ضد الإسلام والتي سبق أن أعلنها بوش الابن ورامسفيلد وغيرهم، يوم حذّروا من امبراطورية إسلامية تمتد من إندونيسيا إلى إسبانيا، أبعد كل هذا الوضوح وهذه الصراحة لم يزل في المعارضة السورية السياسية منها والعسكرية مَن يثق بأمريكا ويقف على بابها مستجديا يعرض عليها دماء الشهداء بأبخس الأثمان؟! إن من يفعل هذا قد ضل السبيل وخان الله ورسوله والمؤمنين وجعل من سفاح الشام قدوة له لا عدوا، فهو يقتل ويسفك الدماء الزكية تمسكا بكرسي معوج لا قوائم له، وأنتم كذلك تبيعون هذه الدماء الزكية طلبا لذات الكرسي..!!
أما لسيناتور بلاك وأهله وكل التحالفات التي أنشأتها أمريكا من أجل إجهاض ثورة الشام والمحافظة على عميلها بشار نقول: اخشوا واحذروا كما يحلو لكم، واستلوا سيوفكم واختاروا أمضاها وأصلبها، فهي لن تغني عنكم في هذه الحرب من الله شيئا، وإن محاولاتكم الحثيثة لإجهاض مولود هذه الأمة ستبوء كلها بالفشل، ذلك لأن هذا المولود هو وعد من الله عز وجل وبشرى من رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وإن الخلافة على منهاج النبوة التي تحذرون قد بزغ فجر ميلادها بإذن المولى تعالى، وإن الساعين لإقامتها لن يكلوا ولن يملوا ولن يفتر لهم عضد حتى يتحقق وعد الله أو يهلكوا دونه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد خالد بليبل