بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف – باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه
باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه وقال ابن سيرين يقاصه وقرأ {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به}
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني عروة أن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة فقالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مسيك فهل علي حرج أن أطعم من الذي له عيالنا فقال لا حرج عليك أن تطعميهم بالمعروف
الشروح
قوله: (باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه – الظفر بالحق عند جحوده) أي هل يأخذ منه بقدر الذي له ولو بغير حكم حاكم؟ وهي المسألة المعروفة بمسألة الظفر وقد جنح المصنف إلى اختياره ولهذا أورد أثر ابن سيرين على عادته في الترجيح بالآثار.
قوله: (وقال ابن سيرين يقاصه) هو بالتشديد، وأصله يقاصصه (وقرأ) أي ابن سيرين {وإن عاقبتم فعاقبوا} الآية، وهذا وصله عبد بن حميد في تفسيره من طريق خالد الحذاء عنه بلفظ “إن أخذ أحد منك شيئا فخذ مثله”
مستمعينا الكرام: إن الظلم ظلمات يوم القيامة، فلا يستهينن أحدنا بقليل أخذه من أخيه جبرا عنه أو قليل منع منه أخاه بغير وجه حق، فما بين الله وبين دعوة المظلوم لا يوجد حجاب فما بالكم لو تمكن المظلوم من الظالم؟
إن طعم الظلم مُر ولو تمكن المظلوم من الظالم لأخذ أكثر من حقه تعويضا للقهر الذي تعرض له، لكن عدل الله سبحانه جعل الأخذ بالحق وبالمعروف هو الأساس .. أي لو تمكنت من الظالم خذ حقك لو استطعت إحصاءه وإن لم يُقدر بكَم معين كما في حديث هند فخذ بالمعروف، أي بما هو متعارف عليه بين الناس، واعلم أنك هكذا تعاقبه بما عاقبك به واعلم أيضا أن الله سائلك يوم القيامة.
اللهم لا تجعلنا ظالمين ولا مظلومين .. وأخرجنا ربنا من هذه الدنيا وأنت راضٍ عنا .. آمين آمين