Take a fresh look at your lifestyle.

إلى متى يبقى السودان تحت الانتداب الغربي!!؟

 

إلى متى يبقى السودان تحت الانتداب الغربي!!؟

 

 

 

الخبر:

 

وصف إبراهيم غندور وزير الخارجية السوداني زيارة وفد مجلس اللوردات البريطاني للبلاد بالمهمة والتي سيزور خلالها شمال دارفور وولاية نهر النيل والشمالية، وأوضح أن الغرض منها هو التعرف على تطورات وحقائق الأوضاع.. وأضاف قائلاً: (قدمت لهم شرحاً وافياً حول الحوار الوطني والتزام الرئيس البشير بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، بجانب جدية الحكومة في مفاوضات السلام مع قطاع الشمال وحركات دارفور). (صحيفة اليوم التالي – 15 شباط/فبراير 2016م)

 

 

التعليق:

 

إن مشكلة هذه الأمة هي أنها لا تزال تعاني من الاستعمار المباشر تارة وغير المباشر تارة أخرى وهذا معلوم من أمر السياسة بالضرورة، ويعلمه رويبضات هذا الزمان، ولكن المؤسف والذي يدعو فعلاً للحسرة والأسى هو هذا الخطاب الاستعماري الاستعلائي الاستفزازي الذي يتقدم به جنود المستعمر للحكام دون مراعاة حتى لمشاعر العوام من الناس فضلاً عن السياسيين، فها هم يتحدثون صراحة وبكل وقاحة أنهم جاؤوا للبلاد من أجل الوقوف على الحقائق ميدانياً، ومعرفة مدى تقدم الحكومة في تنفيذ أجندة المستعمر في البلاد، ولا يكتفي الوفد بزيارة الخرطوم بل إنه سيطوف على الولايات ليقف على سير المؤامرات على أرض الواقع حاشراً أنفه في تفاصيل التفاصيل المتعلقة بالملفات التي تهمه.

 

وفي سياق آخر يؤكد لنا أن السودان لا يزال تحت الانتداب الغربي وأن حكامه ما هم إلا دمى تحرك يمنة ويسرة بحسب رغبة (اليانكي)؛ فقد دعا رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في الخرطوم (توماس يوليشني) الحكومة السودانية إلى (ضرورة تيسير نشاط المنظمات الدولية لتتمكن من تنفيذ مشاريعها) صحيفة آخر لحظة عدد (3359) الصادرة في 6 جمادى الأولى 1437هـ الموافق 15 شباط/فبراير 2016هـ. فهذا العلج توماس يوليشني يدعو إلى ضرورة تيسير عمل هذه المنظمات التي ثبت لكل أهل السودان وحتى للحكومة مراراً وتكراراً أنها أوكار للتجسس ومد المتمردين بالسلاح وصب كل أنواع المحروقات على الزيت لأجل تأجيج الصراع وإدارة الأزمات في البلاد، ورغم ذلك لا تستحي الحكومة من أن تطأطئ رأسها وتنحني أمامها مرضاة للرأسمالية العالمية.

 

هذا وقد شهدت البلاد في الأسبوع الماضي زيارة المبعوث الأمريكي السابق (برنستون ليمان) الذي طاف بالبلاد والتقى لجان الحوار، وفي حديثه في الندوة التي تحدث فيها بقاعة الشارقة قال المبعوث الأمريكي السابق رداً على سؤال عن تحمل الولايات المتحدة الأمريكية لجزء من المسؤولية عن تقسيم السودان، قالها الرجل صراحة – لو كانوا يعقلون – (إن الولايات المتحدة خصوصاً والغرب عموماً يتحمل نصيباً مقدراً من المسؤولية في ذلك)، وأقر بأن (أمريكا تعاطفت مع مواطني جنوب السودان لأسباب سواء أكانت دينية أو لأنهم الطرف الأضعف في الصراع) بحسب تعبيره. صحيفة إيلاف 10 شباط/فبراير 2016م. وهكذا ينكشف المفضوح ويعترف ليمان بأن أمريكا تعاطفت مع متمردي الجنوب وساهمت في انفصال جنوب السودان عن شماله، ورغم خطورة تصريحات المبعوث الأمريكي التي أقر فيها بدعم المتمردين والتعاطف معهم لأجل الدين الذي يجمعهم إلا أن تصريحاته تمر عبر مسامع الوسط السياسي مرور الكرام، ولا تحرك فيهم ساكناً! وقد صدقت هيلادا جونسون عندما قالت إن الخرطوم جاءت إلى ضاحية نيفاشا وهي تبحث عن مرضاة أمريكا وليس بحثاً عن السلام. وها هو الجنوب قد انفصل ولم ترض عنهم أمريكا وستظل تلاحق حكام السودان لأجل المزيد من التركيع والخنوع والخضوع حتى يتحقق مرادها في السودان ويتم تمزيقه عبر أدواتها في الداخل والخارج.

 

إن هذه الحالة من الانكسار تحت الأقدام الغربية الاستعمارية لهي حالة مذلة لا تشبه أمة الإسلام، وإن البحث عن المصالح عبر طلب ود المستعمر لهو تكذيب للقرآن الكريم، أو عدم الوثوق بما جاء فيه من خطاب بين وواضح بشكل جلي بأن الكافرين لا يريدون خيراً للأمة وإنما يريدون لها العنت والمشقة فقد قال الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [آل عمران: 118]. ولهذا كله فإن هؤلاء الحكام هم أقل قامة من سياسة بعض القطعان من الماعز هنا أو هناك فضلاً عن سياسة أمة تقية ذكية تتطلع لأن ترتفع لها رايات وتقود العالم سياسة وريادة، ولهذا وجب العمل بكل جد واجتهاد لخلع هؤلاء الطواغيت وإقامة نظام الخلافة على أنقاض هذه الأنظمة المتهالكة المترنحة التي لا تعرف إلا مرضاة الغرب، ونحن أمة نعمل لمرضاة الرب.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عصام الدين أحمد أتيم

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية السودان

 

 

2016_02_19_TLK_2_OK.pdf