حكام السعودية يسارعون لتلبية أوامر أسيادهم
الخبر:
وصول قوات سعودية وطائرات حربية إلى قاعدة إنجرليك الأمريكية في تركيا لمحاربة تنظيم الدولة.
التعليق:
ليس أمرا مفاجئا لكل ذي عقل أن يرى حكام السعودية يسارعون لتلبية أوامر أسيادهم في أمريكا بإرسال قواتهم المسلحة وطائراتهم للقتال ضد المسلمين في سوريا تحقيقا لمصالح العدو الأكبر للمسلمين (أمريكا)، غير مبالين بما يطلبه منهم رب العالمين، أي أن يدافعوا عن إخوانهم المسلمين ضد أمريكا وضد حاكم سوريا المجرم الجزار، وأن يسلحوا ثوار الشام بالأسلحة الفعالة ضد الطائرات الحربية التي تقوم بإلقاء حمم قذائفها عليهم لإسكاتهم وإذلالهم وجعلهم يرضون ويخضعون لما يملى عليهم من الكافر المستعمر غربه وشرقه.
نعم لم يفاجئنا أمر حكام السعودية لأننا نعرفهم وندرك أنهم مجرد عملاء ولكننا أيضا نعلم أن باب التوبة مفتوح للبشر، فهل تراهم يرجعون إلى إسلامهم وأمتهم؟!
ولكننا نخاطب الأمة الإسلامية لنحثها على التحرك الجدي والسريع لمحاسبة هؤلاء الحكام الخونة والعمل على إزاحتهم عن السلطة في بلاد الحجاز وفي تركيا وفي كل بلاد المسلمين ولننقذ أنفسنا ونقف صفا واحدا في وجه كل مستعمر وطامع، فنقطع يده إذا أوجدنا خليفة لنا يوحدنا ويجمع شملنا ويقطع أيدي الكافرين عن بلادنا.
اليوم طالعتنا بعض الصحف بأن الخيار العسكري مفتوح في سوريا وأن تركيا تقصف مواقع كردية وتتحدث عن طائرات سعودية في إنجرليك وأن روسيا تعزز بحريتها في المتوسط بطراد صواريخ.
فبالله عليكم أخبرونا أين كانت طائرات وقوات السعودية العسكرية وغيرها من قوى الدول التي تحارب في سوريا ضد بعضها البعض، أي تقاتل المسلمين بالمسلمين نيابة عن أمريكا وتحقيقا لأهدافها التي كانت ولا تزال تضع في أولوياتها السيطرة على بلادنا الإسلامية ونهب خيراتها ومحاولة منع قيام دولة جامعة للمسلمين تحفظ لهم ولغيرهم من رعاياها أمنهم وأعراضهم وأموالهم ودماءهم، وقبل هذا وبعده تحفظ لهم عزتهم وكرامتهم التي قرنها المولى عز وجل بعزته وعزة رسوله ﴿ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين﴾.
والأمر نفسه ينطبق على كل من ساهم في العالم الإسلامي ويساهم في القتال ضد المسلمين في سوريا وفي كل مكان في العالم؛ إيران وأحزابها والعراق ودول الخليج الكرتونية وغيرها من الدويلات التي تتسارع لتلبية الأمر الأمريكي ضاربة عرض الحائط بأوامر الله ونواهيه ومصالح الأمة الإسلامية الحقيقية.
هذا الأمر لا يفاجئ كل واع على الأمور، ولكن ما يدعو للعجب أن تكون الأمة الإسلامية بمجملها لم تتحرك بعد تحركا واعيا مؤثرا مطيحا بهؤلاء الحكام ومسلمة قيادتها إلى المخلصين الواعين من أبناء هذه الأمة الإسلامية لكي يعيدوا حكم الإسلام وعدله وينقذوا أنفسهم وغيرهم من كل ما يعانونه من ظلم وقتل ودمار وتشريد وهتك للأعراض وسلب للأموال وتبديد للثروات… وعندها، وعندها فقط، تعود لنا العزة بجمع قوانا تحت راية الإسلام، راية رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمل الإسلام إلى غيرنا بدل أن يقاتل بعضنا بعضا، فنرجع خير أمة أخرجت للناس ندعو للإسلام ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر حتى لو كان أمير المؤمنين أي الخليفة؛ لأن هذا وحده هو الذي ينقذنا مما نحن فيه من محن ومصائب وويلات، ولا عجب من ذلك لأننا تركنا شرع الله كأمة واحدة وتفرقنا وكان بعضنا عونا للكافرين على المسلمين مخالفا أمر الله خوفا من أمريكا بدل مخافة الله سبحانه وتعالى.
إن الأمر لم يعد يحتمل أنصاف الحلول أو الترقيع فيها، بل إن الأمر أصبح جد خطر لنأخذ فيه القرار الجذري للحل أي القرار المصيري بالحياة العزيزة أو الموت على طاعة الله ورسوله، وفي كلتا الحالتين سعي لنوال رضا الله أكبر من كل شيء، فهل نحن فاعلون؟!!!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان