بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الشريف
باب الرفق في الأمر كله
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني “بتصرف” في “باب الرفق في الأمر كله” حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم قالت عائشة: ففهمتها فقلت وعليكم السام واللعنة، قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله” فقلت: يا رسول الله أولم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “قد قلت وعليكم”.
صدقت يا حبيبي يا رسول الله، فأنت القائل: “ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه”، فما أحوجنا إلى الرفق في هذه الأيام العصيبة! فالطفل يحتاج إلى رفق والديه به، والأم تحتاج إلى رفق أبنائها بها، والزوجة تحتاج إلى رفق زوجها بها، والزوج يحتاج إلى رفق زوجته وأبنائه به، والجدُّ والجدة والأخ والأخت والعامل في المصنع والمدير والمعلم وكل مسلم يحتاج إلى رفق أخيه به. فهذا الحديث رسالة لك أيها الأب وأيتها الأم أن الرفق هو العنوان في التعامل في كل الظروف والأحوال، ولئن كان الرفق مطلبا في ظل الحياة الإسلامية التي عاشها المسلمون بالأمس، فهو اليوم أدعى.
أيها المسلمون:
ومن الرفق أيضا رفق الراعي وولي الأمر بالرعية، فكم يحتاج المسلمون إلى هذا الرفق، وهم لا راعي لهم، بل من يدعي أنه راع لهم يقوم بتقديمهم قرابين على مذابح الغرب، فيتآمر عليهم، ويقتلهم وهم لا حول لهم ولا قوة. وكأنهم لا يكفيهم ما يعانون! وكأنهم لا يموتون فقرا وهمّا وغمّا كل يوم مرات ومرات بسبب سياسة هؤلاء المجرمين الحمقاء وسوء رعايتهم لهم. ألا تبا لكم أيها الحكام الحطمة. وتبا لسياستكم ورعايتكم. فإنا لم نبحث عن الرفق يوما عندكم، ولم نترقبه فيكم، فحجم جرائمكم أكبر من أن نبحث عنه عندكم، إنما هو عند ولي أمرنا القادم قريبا بإذن الله، عند خليفة المسلمين العادل القائم على أنقاض عروشكم الزائفة. نعم ستقوم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة قريبا إن شاء الله، وسيكون الرفق بالمسلمين، وستكون الشدة على المنافقين والكافرين. {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم