Take a fresh look at your lifestyle.

الحديث الشريف – باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحديث الشريف

باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل

 

 

   نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني “بتصرف” في “باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل”  

   حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال: حدثني شقيق عن مسروق قال: كنا جلوسا مع عبد الله بن عمرو يحدثنا إذ قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وإنه كان يقول:”إن خياركم أحاسنكم أخلاقا”.
 
    إن ما يتميّز به الإنسان المسلم في هذه الحياة هو حسن الخلق، فهو يحمل أفكارا تميّزه عن غيره من بني البشر، كيف لا وهو ينتمي إلى هذا الدين العظيم، دين الإسلام، ولا نعرف نحن المسلمين دينا أرقى ولا أكثر حجة ولا أوضح ولا أنقى ولا أجمل، ولا أطهر وأنظف من هذا الدين. فبقدر تمثل هذه الصفات في المسلم يكون التميّز، لا تميّز تكبر بل تواضع لله منزل هذا الأحكام النيرة المقنعة للعقل والموافقة للفطرة الإنسانية.

    وإن ما يدفع الإنسان إلى الحيرة والاستغراب هو ما نراه من صفات وسلوكيات تتناقض تمام التناقض مع هذه الأحكام، وقد سجلت الوقائع والأحداث بما لا يدع مجالا للشك أن حكام المسلمين المتسلطين على رقاب شعوبهم هم الأكثر فسادا ونفاقا ومكرا وخداعا، وأن كل خلق ذميم إنما يخرج من أفواههم ومن خلالهم، فإن تحدثنا عن الكذب فهم الكذب كله، وإن تحدثنا عن الخيانة فهم أصل الخيانة. فالعمالة تستعيذ منهم والقذارة تقف حائرة أمامهم.

أيها المسلمون:

    وقد انتقلت هذه الأمراض وللأسف إلى بعض المسلمين، فأصبح عندهم الكذب شطارة والمصلحة ذكاء وفهلوة. وأصبح البعض يتغنى بأخلاق لا تمت إلى الدين بصلة، إلا أنه يجب أن يُعلم أن هذا التغيير الذي حول حسن الخلق إلى سوء خلق إنما هو الضعف الذي حلّ بالمسلمين عندما فقدوا قوتهم ودولتهم، فعندما كانت لهم دولة كان الغرب نفسه ينهل من هذه الأخلاق الرفيعة، واليوم وقد أصبحت الصولة للكفار أصبح المسلمون ينهلون من هذه الأخلاق الساقطة بكل المقاييس على قاعدة “المغلوب مولع بتقليد الغالب”. فلا داعي لأهل الفكر هذه الأيام بعد أن ظهر للقاصي والداني أن يقيموا فكرهم على أساس جلد الذات وعلى أساس “نحن مقصرون” و”نحن السبب”. بل السبب هو الحكام والتقصير من الأمة في سكوتهم عنهم يصولون ويجولون في زرع أخلاق السوء وقلع كل خلق حميد.

    اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم