بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب رغم أنف من أدرك أبويه أو أحدهما عند الكبر فلم يدخل الجنة
حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا أبو عوانة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف قيل من يا رسول الله قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة
الشرح
قوله صلى الله عليه وسلم: ( رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة ) قال أهل اللغة: معناه ذل وقيل: كره وخزي، وهو بفتح الغين وكسرها، وهو الرغم بضم الراء وفتحها وكسرها، وأصله لصق أنفه بالرغام، وهو تراب مختلط برمل، وقيل: الرغم كل ما أصاب الأنف مما يؤذيه. وفيه على الحث على بر الوالدين، وعظم ثوابه. ومعناه أن برهما عند كبرهما وضعفهما بالخدمة، أو النفقة، أو غير ذلك سبب لدخول الجنة، فمن قصر في ذلك فاته دخول الجنة وأرغم الله أنفه.
إن الله جعل لنا فرصة استغلال كل فعل للوصول لرضاه ليدخلنا برحمته الجنة، وكانت طاعة الوالدين من هذه الأفعال بل مُقَدَمة على كثير من الأفعال.
إن حديث رسول الله هذا يوبخ كل مَن أدرك أحد أبويه أو كليهما ولم يطعهما الطاعة التي يستحق أن يدخله الله بعدها الجنة، بل وأمرنا بالإحسان لهما وعدم إغضابهما ولو بالتفوه بكلمة تغضبهما فقد قرن الله طاعته بالإحسان للوالدين عندما قال سبحانه (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ) .
يكبر في بيت والديه ويترعرع في خيرهما وينعم بحمايتهما، يحتضناه كأن أحدهما يحضن روحه بين يديه ويقوما بكل ما عليهما ليريا ابنهما على أحسن حال .. وعندما يكبر الابن ينقلب الحال فبدل أن يبقى عندهما يصبحا هما عنده لأنهما أصبحا بحاجة لمن يرعاهما ويحتضنهما ويشعرهما بقيمتهما وبأهمية وجودهما، وهذا دور الابن البار، لذلك قال الله “إما يبلغن عندك” أي في رعايتك وتحت مسؤوليتك كراعٍ لأهل بيتك، فلا تضيع على نفسك فرصة دخول الجنة بطاعتهما والإحسان لهما كما أمر الله
اللهم أعنا على طاعة والدينا كما ينبغي وأعنا اللهم على طاعتك وحسن عبادتك كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ..
اللهم آمين آمين