Take a fresh look at your lifestyle.

الحديث الشريف – باب ما قيل في ذي الوجهين

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحديث الشريف

باب ما قيل في ذي الوجهين

 

 

 نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني “بتصرف” في “باب ما قيل في ذي الوجهين” حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه”.

    إن مما لا شك فيه أن ذا الوجهين موجود في كل زمان ومكان، وفي كل المجتمعات، الكافرة منها والمسلمة، ولكن مع التفاوت بينها، وهذا النفاق الذي يجري في عروق بعض المسلمين هو الأخطر، إذ يكون في معظم الحالات السبب في ضياع الأمة، ولعل التاريخ القديم منه والحديث يمتلئ بالحوادث التي تنطق بهذا. فكم من هزيمة لحقت بالمسلمين بسبب المنافقين أصحاب الوجوه المتقلبة؟! ولولا هذه الثغرة لما استطاع أعداء هذه الأمة النفاذ إليها، ويكفي أن الله أعد لهم الدرك الأسفل من النار، فلتعلم الأمة إذن مدى خطورتهم.

أيها المسلمون:

    إننا إذ نتحدث عن خطورة هذا المرض المجتمعي الذي فتك في الأمة؛ فإننا لا نتحدث عن أفراد وعن أسر، بل نتحدث عن مجتمع وعن أمة نخر أصحاب الوجوه الملونة فيها، ونتحدث عن رأس هذا النفاق وعن أكبر وجه في الأمة متقلب ومتلون، ألا وهو الحاكم، فإذا كان الحاكم منافقا وملونا يأتي الأمة بوجه ويأتي أعداءها بوجه آخر فهل يُسكت عنه ويُتحدث عن أفراد؟َ! لا والله، بل يجب كشفه وحرقه كي تعلم الأمة ما يُحاك لها. وفي هذا ينطق الواقع اليوم بصحة ما نقول، حيث يقوم بعض هؤلاء الحكام بصناعة أفلامهم المحروقة، يسوقون بها أنفسهم أمام شعوبهم كي تمدحهم وترضى عنهم، وإذا اجتمعوا بأهل الكفر سمعت ورأيت منهم العجب العجاب. أي نفاق هذا؟! صدقت يا حبيبي يا رسول الله: شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين. ولكن نقول لكم يا شر الناس: أن وجوهكم أصبحت كالحة، وأفلامكم محروقة، ومسرحياتكم مكشوفة، وتصريحاتكم ممجوجة ومفضوحة، فالأمة اليوم ليست كالأمس، الأمة اليوم تلمست طريقها بعد أن عرفت غايتها، وهي الآن ماضية قدما تعمل وتغذ السير مع العاملين لإقامة دولتها وتنصيب خليفتها ليُبايع على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله، صاحب الوجه الواحد لا الوجوه المتقلبة.

    اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم