يا أحرار الشام ﴿لَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا﴾
الخبر:
في مقابلة له على قناة CNN قال فلاديمير تشيزوف، سفير روسيا في الاتحاد الأوروبي: “شروط وقف إطلاق النار في الاتفاق تخلق ما قد يوصف بخط فاصل بالنسبة للجماعات المعارضة المختلفة في سوريا لتقرر إلى جانب من ستقف، إذا قبلت الاتفاق عندها سيصبحون جزءا من العملية السياسية وسيكون مرحبا بهم على طاولة المحادثات في جنيف، وإذا لم يقبلوا عندها سيعني ذلك أنهم وقفوا في صف داعش والنصرة وغيرها من الجماعات التي تعتبر إرهابية”.
التعليق:
أمْلاها البيت الأبيض على حلفائه، وتكفل الكرملين بتسويقها بين أصدقائه، من يعارضها تلاحقه لعنة الإرهاب. هذه هي خلاصة الهدنة الأمريكية الروسية في أرض الشام.
هدنة هي بمثابة القرار الناصّ بإنهاء مهمة الثوار، فالمتمعن في تفاصيل وحيثيات القرار الأمريكي – الروسي المبارك من مجلس الأمن، يوقن أن القرار فيه الحسم النهائي بأن لا تهديم لنظام الأسد ولا لأي طرف وقف بجانبه، في حين هناك تحطيم للثورة السورية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وهي في الآن ذاته، مغالطة ومحاولة لجر وتحويل وجهة وشعارات ثورة الشام من شعارات تنادي بالتغيير الجذري وتنادي بقلع الاستعمار ودثر النظام النصيري ووكلائه إلى مجرد أزمة أو مشكلة بين نظام ومعارضة، وبالتالي يمكن حلها عبر إعادة توزيع الحصص ضمن إطار النظام نفسه، أو من خلال تعديلات هيكلية على تركيبة النظام، مع إدخال تغييرات مستقبلية تتعلق بآليات الحكم وصنع القرار، وفي ذلك تفريغ للثورة من بُعدها الثوري، وإلغاء كل ما ترتب عنها من ارتكابات وجرائم وإمكانية فتح ملفاتها في المستقبل.
أيها الأهل في الشام، يا من قال فيكم رسول الله: «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم»:
أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟؟؟؟
أترضون بالحياة الدنيا على الآخرة؟؟؟؟
يا من أذهلتم العالم كله بثباتكم وانتصاراتكم، واحتارت رأس الكفر أمريكا بكم وبصمودكم.
أيها الثوار تذكروا قول العزيز الجبار: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾، وفوضوا أمركم إلى الله وحده ولا تتفاوضوا مع من لا يخافه ولا يخشاه، واقطعوا صلاتكم مع هذه التسويات الفوقية وهذه الحبائل الغربية، واجعلوها كما بدأتموها “هي لله هي لله”، وقولوا كما قال المؤمنون من قبلكم: ﴿هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ﴾.
من أجل ذلك كله؛ ومن أجل الحفاظ على تضحيات أهل الشام، فإننا في حزب التحرير، ندعو كافة الفصائل؛ وندعو جميع المخلصين؛ إلى أن يتحملوا مسؤولياتهم برفض كل هذه الهدن؛ التي لن تسقط نظاماً ولن تحقن دماء، ونحذركم من مغبة الدخول في هذه الدهاليز المفخخة المظلمة التي لا مخرج ولا مسلك لها.
قال تعالى: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ممدوح بوعزيز
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس