“الفيدرالية” والخطة “ب” الأمريكية ما الذي ينتظر سوريا؟
الخبر:
(عربي 21، لندن- وكالات) بعد الجدل الذي أفرزه حديث نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قبل يومين عن عدم ممانعة بلاده لتحول سوريا إلى دولة اتحادية، علقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على الموضوع.
وقالت زاخاروفا في تصريحات صحفية نقلتها وكالة “سبوتنيك” الروسية، الأربعاء، إن “قضية إمكانية (فدرلة) سوريا يجب أن يقررها السوريون أنفسهم. وأضافت: “موقفنا لم يتغّير… نظام الدولة في سوريا هو أجندة للحوار الداخلي، مناقشة اتخاذ مثل هذه التعديلات الدستورية – دون شك – قضية يجب أن يتولاها السوريون أنفسهم”. وأشارت إلى أنه “تجري مشاورات حول هذا الموضوع، إلا أن موقفنا الواضح يكمن في أن مسألة نظام الدولة هي شأن السوريين أنفسهم، تحدثنا لأكثر من مرة أننا نرى مستقبل سوريا في دولة ديمقراطية، حرة وموحدة”.
وكان ريابكوف قال الاثنين إنه “من الممكن أن تصبح سوريا دولة اتحادية إذا كان هذا النموذج سيخدم الحفاظ على وحدة البلاد”. وأضاف: “إذا خلصوا – نتيجة للمحادثات والمشاورات والمناقشات بشأن نظام الدولة في سوريا في المستقبل – إلى أن النموذج (الاتحادي) سيخدم مهمة الحفاظ على سوريا موحدة وعلمانية ومستقلة وذات سيادة، فمن سيعترض على ذلك حينها؟”.
التعليق:
تتوالى التصريحات الصادرة عن أمريكا وروسيا حول شكل الدولة في سوريا، وعلى الرغم من محاولة الترويج لفكرة أن هناك خلافا روسيا أمريكيا حول طبيعة النظام الذي من المفترض للمفاوضات أن تسفر عنه إلا أن التصريحات المتبادلة في وسائل الإعلام بين الخارجية الروسية والخارجية الأمريكية تظهر أن روسيا تسير بحسب الأجندة الأمريكية خطوة خطوة، فعندما صرح جون كيري في شهادته أمام الكونغرس عن احتمالية تقسيم سوريا وعن خطة ب لدى أمريكا، اعترضت الخارجية الروسية وصرح لافروف قائلا “لا توجد أي خطة بديلة لدى روسيا والولايات المتحدة الأمريكية لمسألة وقف الأعمال العدائية في سوريا، ولن تكون إطلاقاً”، ليتبع ذلك تصريح نائب وزير الخارجية الروسي ريابكوف “من الممكن أن تصبح سوريا دولة اتحادية” وقد أجاب “الناطق باسم الخارجية الأمريكية على سؤال: لماذا تقبل أمريكا الفدرالية في العراق وليس سوريا، وكان الجواب أن كلمات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أخرجت عن سياقها. وقالت الخارجية إن الهدف هو سوريا موحدة كاملة لا طائفية تقودها وتديرها حكومة يختارها السوريون ولا يكون بشار الأسد ضمنها، وتكون متجاوبة مع احتياجاتهم ومسؤولة عنهم. وأضاف كيربي: “عندما نقول إن سوريا ككل يمكن أن تحكم تحت نوع ما من الفدرالية فهذا لا يعني أنها ليست كاملة السيادة، وعندما يحكم الشعب السوري نفسه فهو الذي يقرر، وهذا أمر يختلف عن تقسيم البلاد إلى مناطق ذات حكم شبه ذاتي. لا نريد لهذا أن يحدث، وهذا ليس «الخطة ب» وليس الهدف. الهدف هو سوريا الموحدة الكاملة التي ستصل إليها عبر عملية سياسية تعطي الشعب السوري حقوقه.” (القدس العربي 2016/3/2)
وهذا يظهر أن مشروع فدرلة سوريا جرى التوافق عليه مسبقا، أما الخطة ب فعلى الرغم من عدم إفصاح الإدارة الأمريكية عن تفاصيلها، إلا أن أبرز ما يدور حولها يتعلق بقوات برية من دول عربية وغيرها بغطاء أمريكي، إذ إن إعلان السعودية استعدادها للمشاركة البرية في سوريا، وإعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن هذا تم بناء على طلب أمريكي، ويدل تكرار زيارة ملك الأردن إلى أمريكا مع ما أحاط الزيارة الأولى من لغط حول عدم لقاء أوباما له سوى بضع دقائق، ثم عودته مرة أخرى للقاء أوباما، بالإضافة إلى العملية الأمنية المبالغ فيها والتي جرت لاعتقال بضعة أشخاص وأدت لمقتل ضابط أردني وسبعة من المطلوبين، كل هذا يدل على أن الأردن يتجهز لتنفيذ دوره في الأجندة الأمريكية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله المحمود