بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
إياكم والقُسامة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روى أبود داوود عن أبي سعيد الخدري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إياكم والقسامة، فقلنا: وما القسامة؟ قال: الشيء يكون بين الناس فينتقص منه”
وفي رواية له عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الرجل يكون على الفئام من الناس فيأخذ من حظ هذا وحظ هذا”
جاء في كتاب النظام الاقتصادي في الإسلام للشيخ الجليل العالم تقي الدين النبهاني رحمه الله قوله في فصل العمل من أسباب التملك، باب نوع العمل قوله: [أمّا تأجيره العمال على أن يأخذ شيئاً من أجرهم أو وضعه مشرفاً عليهم على جزء من أجرهم فلا يجوز، لأنه حينئذ يكون قد اغتصب جزءاً من أجرهم الذي قدره لهم …. فلو قاول متعهد شخصاً على أن يحضر مائة عامل كل عامل بدينار فأعطى العمال أقل من الدينار لا يجوز لأن المقدار الذي قاول عليه يعتبر أجراً محدداً لكل عامل منهم، فإذا أنقص منه أخذ من حقهم، أمّا لو قاوله على أن يحضر له مائة عامل ولم يذكر أجرة لهم وأعطاهم أجرة أقل من المقاولة فإنه يجوز، لأنه لا يكون أنقص من أجرهم المقدر لهم. ويُشترط في تحديد نوع العمل أن يكون التحديد نافياً للجهالة حتى تكون الإجارة على معلوم، لأن الإجارة على مجهول فاسدة، فلو قال: “استأجرتك لتحمل لي هذه الصناديق من البضاعة إلى مصر بعشرة دنانير” فالإجارة صحيحة، أو: “استأجرتك لتحملها لي كل طن بدينار” صح، أو: “لتحملها لي طناً بدينار وما زاد فبحساب ذلك” جاز أيضاً، وكذلك كل لفظ يدل على إرادة حملها جميعها، أمّا إذا قال له: “لتحمل منها طناً بدينار وما زاد فبحساب ذلك” يريد مهما حملت من باقيها فلا يصح، لأن المعقود عليه بعضها وهو مجهول، أمّا لو قال له “تنقل لي كل طن بدينار” صح، كما لو استأجره ليُخرج له ماءً كل متر بقرش جاز، فيُشترط أن تكون الإجارة على معلوم، فإن دخلت الجهالة لا تصح.] انتهى.
وهكذا يظهر لنا مجددا وبشكل جلي افتقادنا للخير الذي أودعه الله في أحكام شرعه، وهي فوق أنها امتثال لأمر الله وطاعة تورث الأجر، فهي خير وفير يعم البلاد والعباد.
إلى هذا الخير الذي سيعم العالم ندعوكم للعمل معنا في حزب التحرير لتطبيق هذه الأحكام الشرعية التي تسعدنا وتسعد البشرية.
وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.