تجربة المجرب… 180 خرقاً بعد مرور خمسة أيام على الهدنة!
الخبر:
وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 35 خرقا في خامس أيام الهدنة في سوريا، كما تواصل الخرق يوم الخميس باستهداف الطيران الروسي حيا في حلب بالقنابل العنقودية. وذكرت الشبكة السورية أن خروقات يوم الأربعاء شملت عمليات قتالية واعتقالات، وأوضحت أنها سجلت منذ بداية الهدنة السبت المنصرم 180 خرقا وسقوط 46 قتيلا.
وأشارت إلى أنها لم تسجل تحسنا يذكر فيما يتعلق بإطلاق سراح المعتقلين من النساء والأطفال خلال فترة الهدنة، وأكدت أن بعض المناطق لا تزال محاصرة. (الجزيرة نت)
التعليق:
دخلت الهدنة حيز التنفيذ يوم السبت الماضي، بناء على اتفاق أبرم بين أمريكا وروسيا سيتم بموجبه وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية، ومن ثم أعلنت معارضة الرياض عن موافقتها على هذا الاتفاق وجاءت هذه الموافقة على لسان رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للتفاوض، ومن ثم وافق عليها نظام الطاغية بشار، ولكن قوات الإجرام الروسية، وكذلك قوات المجرم بشار لم تلتزما بالهدنة وواصلتا قصف واستهداف المدنيين، بل إن قوات الإجرام الروسية قد استخدمت القنابل العنقودية في حلب خلال هذه الهدنة، وقوات النظام المجرمة استخدمت قنابل الغازات السامة في الغوطة الشرقية، هذا بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأسلحة، إن هذا الأمر ليس مستغرباً ممن تلطخت أيديهم بدماء الأطفال والنساء والشيوخ في سوريا، فحتى المستشفيات لم تسلم من إجرامهم، فبحسب تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية يوم الخميس 2016/3/3، فإن القوات الروسية والسورية تقوم باستهداف المستشفيات، وقال أيضاً إن الاستراتيجية الحربية التي مارستها قوات البلدين ترقى إلى جرائم حرب.
إن هذه الهدنة كغيرها من الهدن التي سبقتها، ليس هدفها حماية المدنيين، وتقديم مساعدات إنسانية لهم لتخفيف معاناتهم، فكل هذه الهدن لها هدف واحد هو إطالة عمر النظام، والحفاظ على المجرم بشار حتى يتم إيجاد بديل له، ترضى عنه أمريكا وحلفاؤها، ويكون مقبولاً بين الناس، فهل من عاقل يصدق أن أمريكا الملطخة يداها بدماء المسلمين في العراق وأفغانستان والداعمة لكيان يهود في إجرامه تجاه أهل فلسطين والتي تعبث في بلاد المسلمين لتنشر فيها الفساد تريد خيراً لأهل سوريا؟! وهل روسيا صاحبة التاريخ الأسود في الحقد والإجرام بحق المسلمين في بلادها وفي منطقة آسيا الوسطى تعرف للإنسانية طريقاً؟! بل إن حاضرها وجرائمها في الشام واضحة بينة، أما النظام فقد خبر أهل الشام إجرامه وبطشه وجبروته على مدار عقود طويلة وحتى يومنا هذا، فهل هذا النظام الذي يقتل شعبه ويتعاون مع أعدائه ضده حريص على المدنيين، ويريد التخفيف عنهم؟! أيؤمَن جانب هذا النظام الذي خرق جميع الهدن والاتفاقات التي وقعها من قبل، وما حصل من حصار وتجويع لأهلنا في مضايا ليس عنا ببعيد؟!
لقد لدغت الفصائل الموقعة على الهدنة من الجحر نفسه الذي لدغت منه من قبل، كما أنها أعادت تجربة المجرب فانطبق عليها المثل القائل “من جرب المجرب عقله مخرب”، وذلك عندما أعادت وضع يدها في يد المجرم ووافقت على جعله جزءا من الحل، وقبلت بشرط أمريكا الاستعداد للمشاركة في عملية المفاوضات السياسية التي تسيّرها الأمم المتحدة.
إنه من المؤسف أن هذه الفصائل قبلت لنفسها أن تنحاز إلى صف أعداء الأمة الإسلامية، بدل أن تنحاز إلى صفوف الأمة، وقدمت التنازلات في سبيل أن ترضى عنها الدول الغربية ولا سيما أمريكا، ولكننا نذكرهم بأن سيرهم في ركاب أمريكا لن يحميهم، وأن الانحياز لصف الأمة، والاعتصام بحبل الله هو المنجي في الدنيا والآخرة، وما حصل مع زهران علوش لخير شاهد على ذلك.
إن ثورة الشام التي تدخل عامها السادس هذا الشهر، كانت وستبقى بإذن الله شوكة في حلق أمريكا وكل من لف لفيفها، ولن يتمكنوا من احتوائها والالتفاف عليها، وإننا على ثقة بأن ثورة جعلت شعارها “هي لله” “ولن نركع إلا لله”، ستنتصر بإذن الله ولو بعد حين، فصبراً يا أهلنا في الشام فسيجعل الله بعد عسر يسرا، وسيكون البديل عن بشار ونظامه خلافة على منهاج النبوة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة مناصرة