بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب التثبت في الفتنة
عن عمارة بن حزم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي يغربل الناس فيه غربلة وتبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم فاختلفوا وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه” قالوا كيف بنا يا رسول الله إذا كان ذلك قال:” تأخذون بما تعرفون وتدعون ما تنكرون وتقبلون على خاصتكم وتذرون أمر عوامكم”
الشروح
قوله: (يغربل الناس فيه)، أي: يذهب خيارهم ويبقي شرارهم وأراذلهم (حثالة) الرديء من كل شيء، والمراد أراذلهم (قد مرجت) بكسر الراء، أي: اختلفت وفسدت (على خاصتكم) أي: على من يختص بكم من الأهل والخدم، أو على إصلاح الأحوال المختصة بأنفسكم.
وها نحن بزمان مرِجت فيه العهود والأمانات واختلف الأمر واختلط علينا ما هو مِن الإسلام وما هو من غيره لكثرة غيره في بلاد الإسلام، وأصبح اتباع الهوى هو ما يهوى مَن سلطوا على رقابنا، بل اتباع أهواء غيرهم هو ما يستسيغون، كَثُرَت الفتن وأصبح الدين غريبا في بلاده وأصبح الملتزم أمره عَجَب بين أقرانه، إذ أنه خالف ما يتبع الأغلب الأعم وخالف ما يرضي الناس، ويأتي هنا دور الغرباء وهم الذين سيصلحون ما أفسد الناس ويعيدون العامة لعهدها الأول، عهد الالتزام بدين الله والحرص على تطبيقه، ولا نقول هنا ليجلس كل واحد منا ويدير أمر خاصته ولا شأن له بالعامة بل لا شأن له بأي أمر يزيد فساد العامة وعليه واجب العمل لإصلاح هذه العامة والعمل على إعادتها لما كانت عليه في سالف عهدها .. وإلا كيف نكون غرباء هذا الزمان المصلحين؟؟
اللهم لا تفتنا بعد إذ هديتنا واجعلنا اللهم من عبادك الصالحين المصلحين .. اللهم آمين آمين