يوم المرأة العالمي وبيع الشعارات
الخبر:
ذكرت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للمرأة فومزيل ملامبو نكوكا في رسالتها بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي أن الاحتفال بعيد هذا العام يأتي لأول مرة في إطار الأجندة الجديدة للتنمية المستدامة لعام 2030 والذي يستند إلى المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات. (موقع الأمم المتحدة 2016/03/03) وقال بان كي مون في نفس السياق “فلنكرس تمويلا قويا لتحقيق المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم، مدافعين بشجاعة عن هذا الهدف، وثابتين على إرادة سياسية لا تتوانى فإنه ليس من استثمار في مستقبلنا المشترك أعظم من هذا الاستثمار”. وبناء على هذا التوجيه الأممي تحيي بلدان العالم اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار/مارس 2016 تحت شعار “نحو تحقيق المساواة والتناصف في أفق 2030”.
التعليق:
تأتي هذه التصريحات عن “الأجندة الجديدة” وأهداف التنمية في أفق 2030 والعالم لم يفق بعد من الفشل الذريع لأهداف الإنمائية للألفية وإخفاق الهيئات الأممية ومن بعدها الحكومات في تحفيز التنمية عبر تحسين الظروف الإنسانية والاقتصادية.
وقد أعلنت الأمم المتحدة عن فشلها في القضاء على الفقر المدقع والجوع (خصوصا في المناطق المتضررة مثل أفريقيا – جنوب الصحراء) وتحقيق المساواة وإنهاء العنف ضد المرأة وتمكين الأطفال ذكوراً وإناثاً من إتمام التعليم الإبتدائي.
لقد أصبح اليوم العالمي للمرأة مناسبة لتقييم ما كرسته المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تمت المصادقة عليها واستنزفت أموال الشعوب وجهود الوزارات المعنية والهيئات المدنية والأفراد. وحسب تقديرات محللين فإن تكلفة الوفاء بأهداف التنمية المستدامة بحلول 2030 ستتراوح بين 3.3 ترليون دولار و4.5 ترليون دولار سنويا، توزع بين النفقات الحكومية والاستثمارات والمساعدات وهي مبالغ تعادل تقريبا الميزانية الاتحادية للولايات المتحدة لعام 2016 والبالغة 3.8 ترليون دولار. (دويتشة فيله 2015/8/3).
وشكك المتابعون في جدوى نقل هذه المبالغ الضخمة لحسابات حكومات نخر الفساد فيها وتمكنت البيروقراطية منها! ولم يقتصر الأمر على التشكيك في الجدوى الاقتصادية بل تعداها للتململ من الضجة الإعلامية والجانب الاحتفالي لليوم العالمي للمرأة بينما تعاني الشعوب المكلومة في صمت وتذرف النسوة المكلومات الدمع.
زعمت أهداف الألفية أنها ستقضي على الفقر المدقع بينما ازداد الفقر وظهرت آثاره على الأطفال حتى في البلدان الغنية وتعمقت الفجوة بين الفقراء والأغنياء وانحصرت الطبقة المتوسطة مع الغلاء الفاحش الذي تشهده بلدان العالم. وادعت أنها ستقضي على العنف ضد المرأة وتحقق المساواة وفي الحقيقة وصل العنف ضد المرأة لمستويات مخيفة في ظل نظام عالمي ينشر العنف ويحمي الطغاة ويضع المبررات لقصف الأبرياء العزل.
هل تكفي الحملات البراقة والأهداف الأممية التي يسوقون لها لتغطية عوار النظام الرأسمالي المهيمن وفشله في حماية المرأة ومعاملتها كإنسان وهبه الله عقلا وكرامة؟
إن هذه الأهداف الأممية القديمة الجديدة لا تتعدى كونها مهزلة إنسانية واستخفافاً بعقول البشر… بات الأمر أقرب لمن يعبئ الهواء النقي في قنينات ويبيعها للسذج، واتخذوا المرأة وقضاياها ذريعة لاستنزاف الشعوب وهدر الأموال بعيدا عن التنمية الحقيقية والمستدامة والقضاء على الفاسدين والمفسدين وتوزيع الثروات تحت ظل نظام اقتصادي رباني يحفظ للناس حقوقهم الشرعية أياً كانوا.
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الحجر: 92-93]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هدى محمد (أم يحيى)