رجال تونس من يتمسّكون بحبل الله لا من يضعون أحمر الشفاه
الخبر:
أطلقت العديد من الصفحات على موقع التواصل “فايسبوك” دعوة للرجال في تونس لوضع أحمر الشفاه والتقاط صورة لنشرها، كشكل من أشكال دعم المرأة ومناهضة كل أشكال العنف ضدها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة يوم 8 آذار/مارس الجاري.
وتأتي هذه الحملة بالتعاون مع الجمعية الفرنسية “Mettez du rouge”، حيث تبنى بعض التونسيين هذه الحركة وأطلقوها في تونس، وتم توفير ستوديو تصوير للغرض في أحد المطاعم بتونس “الدوبلاكس”، ويمكن لكل الرجال المهتمين والمتبنين للفكرة أن يشاركوا عبر التوجه إلى المطعم المذكور على الساعة السادسة مساء يوم 8 آذار/مارس الجاري، والقيام بجلسة تصوير وهم يضعون أحمر الشفاه (هافينغتون بوست المغرب العربي).
التعليق:
حملة “ضعوا الأحمر” هي حملة عالمية تحمل – حسب متبنّيها – رسالة ضمنية مفادها “أنا رجل وإذا تعرّضت أمامي امرأة للعنف أتعهّد بالدفاع عنها”. وقد بدأت في فرنسا منذ سنة 2013 عبر وكالة “Alice au Bureau” نظرا للارتفاع الملحوظ لنسب العنف التي وصلت إلى حدود امرأة معنّفة كل ستّ دقائق ولأول مرّة تمتدّ هذه الحملة إلى تونس. ووفق دراسة حول العنف المبني على النوع الاجتماعي في الفضاء العام بتونس أجريت بين 2011 و2015 وتم الإعلان عن نتائجها خلال ندوة التأمت يوم الأربعاء 2016/03/02 بضاحية البحيرة بالعاصمة، تتعرض 53.3 بالمائة من النساء إلى أحد أشكال العنف بجميع أنواعه الجنسي والنفسي والجسدي في الفضاء العام (دراسة أنجزها مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة الكريديف بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين).
لقد عهدنا كذبة اليوم العالمي للمرأة الذي يُحتفل فيه بخيبة المسعى ويُعرض فيه نواحي الإحصائيات من عنف وبطالة وفقر وجهل ومرض وتمييز تتعرّض له المرأة في شتى المجالات، فنحن على ثقة أن لا خير يرجى من الحبال التي يرميها الغرب الكافر والتي ما إن يُتشبّث بها حتى تهوي بك في أسفل سافلين، ومهما تعدّدت الأساليب والوسائل التي ينتهجها الغرب للدفاع عن المرأة وحفظ حقوقها فهي فاشلة بشكل مؤكد، فمن يبث السمّ ليس من صالحه أن يقدّم الترياق.
ولكن ما العلاقة بين أخذ صور بأحمر الشفاه وحماية النساء؟! فإذا كان الغرب أخرق وأهبل لا يراعي إلاّ الهوى في تصرّفاته ومضلّلا لفشله بنشر مثل هذه الحملات بدعوى الحث على المساواة بينما هو يواري عواره، فكيف بكم تتبعونه يا من يجب أن تتقيّد أفعالكم بالأحكام الشرعية؟؟ أيحقّ عليكم قول سيدنا علي بن أبي طالب “يا أشباه الرجال ولا رجال!” إن الرجولة تتجلى في المواقف التي تنبثق من العقيدة، فحق المرأة عليك سواء أكانت أما أو أختا أو خالة أو جدّة أو عمة… شرّعه ونظّمه وكفله الإسلام، وكذا إن لم تربطك بها صلة الأرحام فلها حق الإسلام العام من كف الأذى، وغض البصر ونحو ذلك. إن الرأسمالية لم تنجح إلى الآن ولن تنجح في حلّ مشاكل العلاقة بين المرأة والرجل وتحديد دورهما في المجتمع لا في الأعياد الماضية ولا في هذا العيد الذي يتوافق مع تنفيذ الأجندة الجديدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
إن تونس التي عاشت في ظلّ الخلافة لنحو 13 قرنا هي أرض الرجال ومنبت الأحرار، تونس هي منارة العلم والهدى، هي المرابطة في عهد الاحتلال الفرنسي ومن بعد. رجال تونس ليسوا الذين يقلّدون ذكور الغرب في كل شاردة وواردة يقومون بها، وليسوا الذين يرضون باتباع الغرب وتنفيذ ما يمليه عليهم المستعمر بل رجالها من يقلعونه قلعا ليثبتوا نظاما ربانيا من لدن عليم خبير.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. درة البكوش