بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الشريف
باب ستر المؤمن على نفسه
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني “بتصرف” في: “باب ستر المؤمن على نفسه”.
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن أخي ابن شهاب عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه”.
ما علمناه وما خبرناه من دين الإسلام العظيم أن رحمة الله بنا كبيرة، لا يمكن تصورها إلا إذا تصورنا عظمته، فهو سبحانه خالقنا وبارئنا، وهو الذي يرحمنا ويستر علينا، وما لم نعرفه إلا في هذا الزمن، أن يقوم المسلم بمعصية في الليل وقد ستره الله، ويصبح يحدث بها ويفضح نفسه بها وكأنه قام بعمل عظيم يستحق الشكر والثناء وآيات التكريم. فأي مصيبة هذه التي وقع بها؟ أيكون هذا؟ أيُعقل هذا؟ كيف يجرؤ العاصي أن يفاخر بمعصيته لولا أنه ضمن الأجواء التي يتحدث فيها؟ نعم أيها المسلمون: ضمن أجواء الفجور والسفور والحرام والمنكرات التي حرمها الشرع، إنها أجواء الحكام الفراعنة، الذين ملئوا البلاد بالحرام وألوانه. إنها تشبه أجواء “أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون”، وصور المجاهرة في المعصية كثيرة منها مثلا: خروج المرأة متبرجة ومتعطرة ومتزينة في الحياة العامة، ومنها خلوة الرجال بالنساء الأجانب، ومنها التعامل مع البنوك الربوية، ومنها أن يتاجر المسلم بالمحرمات ومنها… ومنها … والقائمة طويلة ومفتوحة.
أيها المسلمون:
ولكن أعظم المصائب في هذا الباب، مجاهرة حكام المسلمين بمعاصيهم وأمام شعوبهم وتحت سمع وبصر العالم أجمع، ولعل أكبر هذه المعاصي مجاهرة وأكثرها إيلاما هو الاحتفال بداية كل عام ميلادي مع النصارى بأعيادهم وطقوس ضلالهم من خلال إطلاق المفرقعات النارية في سماء مدنهم وأبراجهم التي تطاولوا فيها، يحتفلون مع من؟ مع من يكفر بالله ويتخذ من عيسى عليه السلام إلها من دون الله، يحتفلون مع من؟ مع من يدك المسلمين في الشام صباح مساء بالبراميل المتفجرة والأسلحة الفسفورية فتضيء أيضا بها السماء. ألا تبا لكم أيها الحكام وتعسا. فوالله ما تجرأتم على هذه المعاصي والمنكرات وما جاهرتم بها إلا لما غاب الأسد عن عرينه، إلا لما غاب راعي الأمة الحقيقي، خليفتها الذي يطبق فيها أحكام ربها، وسنة نبيها عليه أفضل الصلاة والتسليم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم