جيوشنا أملنا وحكامنا خصومنا
الخبر:
أجرت القوات المشاركة في تدريب “رعد الشمال”، الخميس، التدريب الختامي، الذي يشارك فيه 20 بلداً إسلاميا، 14 دولة منها هي دول عربية، بحضور عدد من قادة الدول في مدينة الملك خالد العسكرية، شمالي السعودية. ويشارك في هذا التدريب 300 ألف عسكري من هذه البلاد الإسلامية، من قارتي آسيا وإفريقيا، ويتوزع التدريب على قوات برية وبحرية بهدف رفع جاهزيتها على طرق الحشد والتنقل والتنظيم بين حدود الدول. (سكاي نيوز)
التعليق:
إنه مما يثلج الصدور ويرفع المعنويات ويبث الأمل في أبناء هذه الأمة الكريمة، أمة الإسلام، وجنودها الأبطال، هو أن نشاهد على شاشات التلفاز هذه الحشود الضخمة من الجنود، والعتاد الكبير الذي تمتلكه، فلنا أن نفتخر ونقول عندنا جيوش تغطي السماء وتحجب الشمس، فالله نسأل أن تبقى هذه الجيوش الجرارة في هذه الأمة الولادة. لكن يجب أن نتوقف قليلًا هنا عند الخبر.
إن هذا التدريب الذي اختير له أن يكون في أرض الحجاز لم يكن عفويًا أو عشوائيًا، بل هو تنفيذ لأوامر أسياد الحكام، وليس بتدبير الجيوش، كما أنه ثمرة الحلف ضد “الإرهاب” الذي تقوده السعودية، والحلف لا يهدف كما صرّحت وسائل الإعلام للتعاون على تبادل المعلومات، فهذا أمر موجود وقديم جدًا، منذ أن حكمنا الرويبضات، لكن هذا الحلف العسكري مهمته القضاء على من ينادي بالإسلام السياسي، ويهدف إلى تحكيم شرع الله في الأرض، وأيضًا جاء هذا التدريب ليتوج خطط أمريكا في قتالنا لأنفسنا ومحاربتنا لشعوبنا بأيدينا، ومباركة ما يحل بنا.
والأمر اللافت للنظر هو السرعة في نقل هذا العدد الكبير من أكثر من عشرين بلداً إسلامياً، ليت هذه السرعة كانت في تحرير الأرض المباركة فلسطين من أيدي يهود المغتصبين، أو لنجدة إخوتنا الملهوفين في الشام، أو لردع الكفار المستعمرين الذين يهاجمون ليبيا، بل إنما تجدها من أجل التنسيق العميل بين هذه الجيوش فيما سيوكل لهم في المستقبل من خدمة لمصالح الغرب، فهو عرض عضلات لمن لا يملك الإرادة. وكذلك يحضر من يسمون أنفسهم بالحكام زورًا وبهتانًا، فكل الحكام المجتمعين في أرض الحجاز فاقدون للشرعية، وكلهم ممن ينطبق عليهم اغتصاب السلطان، والظلم.
وهنا أقول إن الجيوش على مدار التاريخ، كانت ولا تزال تسعى لتنفيذ سياسة الدولة التي ترعاها، وتسعى بكل طاقتها للحفاظ على قيم المجتمع. فالجيش في ظل الإسلام من مهامه الحفاظ على المال والعرض والدين ونشر الأمن والأمان، ونشر الإسلام في ربوع الأرض بإزالة الحواجز المادية التي تقف عائقًا دون نشر فكرة الإسلام، هذه هي مهمة الجيوش المسلمة.
فأنتم يا جنودنا وضباطنا هذه هي مهمتكم وهذه هي أعمالكم، عند قيامكم بها تفوزون برضا الله تعالى، ويفرح المؤمنون بكم. أما إن بقيتم أدوات للحفاظ على عروش مغتصبة، وحكام ظلمة، ومصالح أعداء الأمة، والحدود التي خطها بيده، عندها ستنالون غضب الله سبحانه وتعالى ورسوله e والأمة جمعاء. فالله نسأل أن تعود الجيوش لحضن أمتها، وأن تتلبس بالعمل الذي حدّده الإسلام لها، والله نسأل أن يوفق جنودنا الملخصين، حتى يعيدوا لهذه الأمة عزتها وسلطانها المسلوب، وما هذا على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا