مناورات خيانية لأمةٍ
لا توحدها إلا بيعة إمام واحد وقيادة مخلصة لله وللرسول
الخبر:
وصل رئيس الجمهورية عمر البشير إلى منطقة حفر الباطن بالمملكة العربية السعودية لحضور المناورات الختامية لرعد الشمال تلبية لدعوة من الملك سلمان. (صحيفة آخر لحظة 2016/3/10)
التعليق:
لم تكن مناورات (رعد الشمال) هي أولى المناورات التي يشارك فيها الجيش السوداني بقواته، فقد سبق له الانضواء لعدد من التمارين الحربية؛ أبرزها النجم الساطع، مع القوات الأمريكية، التي بدأت في العام 1980 نتيجة لاتفاقية كامب ديفيد؛ وضمت الولايات المتحدة ومصر وما يسمى بالحلفاء الإقليميين في المنطقة لتدريب الأمريكان على القتال في بلاد المسلمين الذين لم يسبق لهم القتال فيها بانصياع تام من القيادات آنذاك.
والآن وبتواطؤ من أمريكا – إن لم يكن بأمر منها – تتكرر الخيانة للأمة؛ فقد دعت السعودية لتكوين ما أسمته تحالفاً عربياً إسلامياً، وإطلاق مناورات عسكرية مشتركة باسم رعد الشمال لمحاربة الإرهاب المزعوم.
وثالثة الأثافي الفخر بالمشاركة في هذه الحروب المصنعة أمريكياً، فقد صرح وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور أن السودان بات جزءاً أصيلاً من أي حرب لمكافحة الإرهاب في المنطقة، وأنه بات حليفا، ولديه واجبات دولية تجاه تلك المكافحة “لن يتخلى عنها”. (سودان تربيون 9 شباط/فبراير 2016م).
وانطلقت (الخميس 3/10) فعاليات ختام المناورات التي تشارك فيها (20) دولة بمدينة الملك خالد العسكرية في منطقة حفر الباطن شمال شرق السعودية، بالإضافة إلى السودان وبعض الدول العربية، فإن أبرز الدول الأخرى المشاركة هي ماليزيا، وباكستان وتركيا وجيبوتي وموريتانيا والسنغال والمالديف. وتشارك فيها مختلف الأسلحة (المدفعية، والدبابات، والمشاة، ومنظومات الدفاع الجوي، والقوات البحرية). ويشارك في المناورة (20) ألف دبابة، و(2540) طائرة مقاتلة، بجانب (460) طائرة مروحية، ومئات السفن، و(350) ألف جندي.
وبهذا الحجم، فإنها تعتبر من أكبر المناورات التي تشهدها المنطقة في التاريخ الحديث، ولكن ليتها كانت مناورات لقتال الكفار وتخليص الأمة من كيان يهود، ومن سيطرة ونفوذ أوروبا وأمريكا، التي أهلكت الحرث والنسل، ليتها كانت مناورات لحمل الإسلام إلى العالم الشقي البعيد عن أمر خالقه. لم تكن هذه المناورات إلا بأمر الكفار ورضاهم قولاً واحداً، وخدمة لاستراتيجية الشرق الأوسط الجديد، ونظرية حدود الدم، فتباً وتعساً لقادة سياسيين يجيّشون الجيوش لذبح المسلمين بيد المسلمين، خدمة لمصالح الكفار، وينفذون ما يُملى عليهم، وهم يملكون كل أسباب القوة والمنعة، لكنهم أخلدوا إلى الأرض واتبعوا أمريكا! ساء ما يحكمون.
ورغم أن السياسي الواعي المبدئي يعلم أن هذه المناورات لا تهدد الكفار ولا تمسهم بسوء، لكن وسائل الإعلام العالمية التي تتقن الدعايات السياسية مدفوعة الأجر، روجت بأن بعض القنوات الأمريكية أعلنت عن تخوفها من تجمع هذه الجيوش المتعددة في المنطقة، وفي السياق ذاته أعربت روسيا عن انشغالها أيضا بهذه القوات وتتغافل هذه القنوات المضللة عن التحالف الصليبي الأمريكي الذى يضرب أهل الشام بيد من حديد.
لكن القيادة المشتركة للمناورات سارعت بتبرير هذا الحشد، وقالت إن الهدف هو رفع معدلات الكفاءة الفنية والقتالية للعناصر القتالية المشاركة، وتنفيذ مخطط التحميل والنقل الاستراتيجي للقوات من مناطق تمركزها إلى موانئ التحميل والوصول، بما يحقق النقاط والأهداف التدريبية المرجو الوصول إليها، وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي لتنفيذ مهمات مشتركة بين قوات الدول المشاركة لمواجهة المخاطر والتحديات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة.
وكيف لا تطمئن قيادات القوات الأمريكية والروس وهي السبب الأساس في تمرير مخططاتهم التي تسفك دماء المسلمين بسبب التفريق بين أمة جعلها ربها أمة واحدة لا تفرقها مذهبية ولا طائفية ولا جنسيات ولا حدود ولا سدود، وستوحدها بإذن الله سبحانه بيعة إمام واحد، وقيادة مخلصة لله وللرسول e كمحمد الفاتح وصلاح الدين وقطز. وما ذلك على الله بعزيز.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار – أم أواب