الأندلس جزء من الأمة
إعادتها فرض سيتحقق في ظل الخلافة على منهاج النبوة
الخبر:
ذكر موقع الموجز الجمعة 4 آذار/مارس 2016م، أن مرصد الأزهر للغات الأجنبية أصدر تقريرا عن سباق الجماعات المتطرفة على استعادة الأندلس، منوها أنها دعاوى زائفة تتنازعها الجماعات الإرهابية، حيث يستقطبون حديثي الإسلام من الشباب المتحمس ممن اختلط عنده الحق بالباطل، يداعبان حلم استعادة إسبانيا وينشران الوعود الزائفة باسترجاع عهد الخلافة الإسلامية بدولة الأندلس، وذكر التقرير أن هناك أسبابا خاصة جعلت إسبانيا محط أنظار التنظيمات الإرهابية، من بينها أن إسبانيا من الدول الأوروبية الرائدة في مواجهة الإرهاب المسلح، وخاصة بعد تجربتها مع حركة إيتا الانفصالية، فضلا عن مشاركتها في التحالف الدولي ضد داعش ومناورات حلف الناتو العسكرية بها، ولكن أهم هذه الأسباب هو حلم استرداد الأندلس تحت الخلافة المزعومة.
التعليق:
بلاد المسلمين هي كل جزء عَلَتْهُ راية الإسلام في يوم من الأيام، ودولة الإسلام دولة واحدة كانت وستكون إن شاء الله وستعيد لها كل ما كان تحت سلطانها، بل ولن يبقى بيت حضر ولا وبر إلا ويدخله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل بإذن الله، وهذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، فلا علاقة لنا بمن يدعي لمجرد الادعاء أو لتجييش الشباب مثلا، وما كان ذلك ليدفعنا إلى التخلي عما أوجبه الشرع علينا بحال من الأحوال.
يا رجال الأزهر! إن الأندلس أرض خراجية فتحها المسلمون، رقبتها للأمة ولا يجوز أن تخرج منها وظلت قرونا طويلة يحكمها الإسلام ولا زالت وستظل آثار المسلمين قائمة بها، رغم ما مورس على المسلمين فيها بواسطة محاكم التفتيش مما يشيب من هوله الولدان، وإن إسبانيا التي تقولون عنها أن لها باعاً في محاربة الإرهاب هي عدوة لله ورسوله ومحاربة للإسلام وأهله، وواجب الأمة هو اقتلاعها من جذورها وإعادة الأندلس كلها إلى حاضرة دولة الإسلام، هذا ما يجب عليكم أن تكتبوه في تقاريركم وما يجب أن تعلّموه للأمة من ورائكم، لا أن تدلسوا على الأمة ممالئين للحكام الخونة واقفين معهم حائلا بين الأمة وبين عودتها سيدة الدنيا كما كانت. إن هذا الحديث وإن كان فيه ما يستغل به البعض مشاعر الأمة التي تشعر بالقهر والظلم فيستخدم تلك المشاعر في استغلال طاقات شباب الأمة وتفريغها فيما لا طائل ولا نفع لهم وللأمة من خلاله، إلا أنه واجب شرعي لا ينفك عنا وعنكم ولا تنعتق رقابنا إلا بتحقيقه خلافة على منهاج النبوة تحكم بالإسلام كاملا شاملا غير منقوص وتعيد كل أرض الإسلام إلى ظل دولة الاسلام وتحمل الإسلام للعالم بالدعوة والجهاد، فينتشر الإسلام في ربوع الأرض ولا يبقى بيت إلا ودخله الإسلام واستظل بعدله، فلا يبقى عذر لمعتذر عن الدخول وقد رأوه واقعا عمليا مطبقا تطبقه دولة تحكم به كما أنزله الله على نبيه على منهاج النبوة.
أما والواقع كما نرى أيها العلماء فما إسبانيا وأوروبا وأمريكا على رأسهم إلا أعداء لكم وللأمة ولله ورسوله ودينه، وحربهم وأحلافهم هي على أمتكم لبقائها خاضعة لسلطانهم ولمنعها من استئناف الحياة الإسلامية من خلال الخلافة على منهاج النبوة؛ فهي أحلاف لحرب الإسلام والمسلمين وما إطلاق لفظة الإرهاب إلا على الإسلام والمسلمين، وهذا ما ينطق به ساستهم في كل موضع، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، بل لم تعد تخفي صدورهم شيئا؛ فحقدهم على الأمة واضح وظاهر للعيان ينطق في الشام وبورما ومصر وتونس واليمن والعراق وأفغانستان وغيرها من بلاد الإسلام، وما حدث لأهل البوسنة ليس منكم ببعيد، إنهم لا يكرهون الإسلام فقط، بل يكرهون كل ما يمت إليه بصلة، وحتى من يسيرون في ركابه اليوم سينقلب عليهم غدا بعد أن يفرغ من المخلصين الواعين من أبناء الأمة، فاعتبروا يا علماء الأزهر ولتكونوا للأمة؛ فأنتم منها وهي منكم، ولتنصحوا لها فلا خير فيكم إن خذلتموها وخنتم ميثاق ربكم فيها وفيما علمتم من الكتاب فلا تنبذوه وراء ظهوركم وتشتروا به ثمنا قليلا فيخسر بيعكم وتبور تجارتكم.
يا علماء الأزهر! هل أدلكم على خيري الدنيا والآخرة؟! إنكم مشاعل النور للأمة التي تضيء لها طريقها، فكونوا خير ضياء يهتدى به، كونوا كما علمتم من الكتاب والسنة وأحيوا في الأمة ذكرى حطيط الزيات والعز بن عبد السلام سلطان العلماء وانتصروا لله ورسوله بنصرة المستضعفين من أبناء الأمة بالطريقة الصحيحة التي أوجبها الله عليكم، فحرضوا أبناء الأمة في الجيوش على القيام بما أوجبه الله عليهم من تحرير لأرض الإسلام ونصرة للمستضعفين في شتى بقاع الأرض، فلهذا وجدت الجيوش في الأمة ولهذا يقتطع لها من أقوات وأرزاق الأمة، وفوق كل هذا وقبله حرضوهم وشعوب الأمة على خلع هؤلاء الحكام النواطير وقطع حبال الولاء لهم، وجعل ولائهم لله ورسوله وكتابه، وأن يعلنوها خلافة على منهاج النبوة، وبينكم إخوانكم في حزب التحرير لديهم كل ما تحتاجه الأمة لتعود سيدة الدنيا كما كانت فاعملوا معهم وبهم عسى الله أن يكتب الفتح والنصر على أيديكم فتعود كل بلاد الإسلام وتعود مصر والأمة سيدة الدنيا كما كانت، وتكون مصر بكم درعها الواقي؛ فنعم البيع بيعكم حينها وتكون لكم تجارة مع الله لا ولن تبور، فالله الله في دينكم وأمتكم فمن للإسلام إن لم يكن أنتم؟! من يكون قيما على الأمة فكرها ووعيها إن لم يكن أنتم؟! أنتم للأمة يا رجال الأزهر فكونوا كما تريد منكم ولكم وكما يحب الله ورسوله، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر