مهزلة المملكة العربية السعودية
في ادعائها الاهتمام بآلام النساء المسلمات وأحزانهن
(مترجم)
الخبر:
عبرت المملكة العربية السعودية عن أسفها وحزنها على المشاكل الحالية التي تتعرض لها المرأة في أنحاء كثيرة من العالم، مشيرةً إلى انتهاك الحقوق الإنسانية لنساء سوريا وفلسطين، داعيةً “المجتمع الدولي” إلى القضاء على “هكذا جرائم وممارسات غير إنسانية” وإلى “محاسبة مرتكبيها”. كانت هذه الوقائع والأطروحات جزءًا من خطاب سعد بن عبد الله السعد، نائب الممثل الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة. وكان ذلك خطابًا وجهه إلى لجنة وضع المرأة (CSW) في الأمم المتحدة يوم الجمعة خلال انعقاد الدورة الستين للجنة. (المصدر: عرب نيوز)
التعليق:
صادقت السعودية على اتفاق للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في أيلول/سبتمبر من عام 2000، ولكنها وضعت بعض التحفظات حفاظًا على المظاهر العامة، كرفضها لمصطلحات مثل الجندر والهوية الجندرية والتثقيف الجنسي الشامل، والصحة الإنجابية والإشارة إلى المثليين جنسيًا وهذه كلها قضايا تصدر في أية وثيقة تصدر عن الأمم المتحدة. وقد أكد سعد بن عبد الله السعد مجددًا على تحفظات السعودية على تطبيق أية توصيات “تتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف”.
إن إعادة ترتيب الشروط الغربية لا يعني رفضها أو رفض الأفكار التي تكمن وراءها. إن هذه مجرد محاولة أخرى لضمان السيادة الغربية على ثرى الإسلام المقدس، وذلك لحمل الأمة الإسلامية على قبول القيم الغربية، والتشويش على الأفكار الإسلامية وإرباك عقول المسلمين من أجل إفقادهم أهلية البحث والوصول إلى كلمة الحق، المتمثلة بقواعد الشريعة وأحكامها، وبالتالي إيصالهم إلى حال أضعف لا يمكّنهم من الوقوف أمام قوى الكفر. إن حياة وكرامة النساء المسلمات لا تساوي قشة في عيون السعودية، فهي لا تكتفي بمشاهدة الذبح الذي يتعرض له أهل فلسطين منذ عقود، ومثله الذبح الذي يتعرض له مسلمو سوريا منذ خمس سنوات، ولكنها تسهم بكل ما أوتيت من وسائل في تحقيق طموحات وغايات أسيادها في الغرب.
إن السعودية تجعل من نفسها أضحوكة في أعين العالم كله، مسلميه وكفاره. إن الغرب ينظر إليها نظرة دونية ويتغاضى عن تفاهتها ومهازلها إلى أن يحقق مصالحه الخاصة، في حين إن الأمة كانت دومًا واعيةً على وجوههم الحقيقية. في الواقع، فإن وجود السعودية على تراب الإسلام المقدس والذي وصلت لبسط السيطرة عليه عبر الخيانة والمؤامرات والتعاون مع الكفار يفتقر إلى أيٍّ من مبادئ الإسلام الحنيف!! وإن إعدام العلماء المسلمين وحاملي الدعوة الذين لا جريمة لهم إلا أن قالوا كلمة الحق لا يمت لأي من مبادئ الإسلام بصلة!! فأي مبدأ إسلامي وأية قاعدة شرعية تستند إليها السعودية عندما تفتخر بصلف بثمانين عامًا من الصداقة مع الولايات المتحدة وبالتالي بكونها تقدم الدعم الاستخباراتي والمالي المباشر لوكالة الاستخبارات المركزية لتحارب المسلمين في سوريا؟؟ وأي مبدأ إسلامي ذاك الذي يبرر إنشاءها “للتحالف الإسلامي ضد الإرهاب” والذي يهدف وبشكل واضح إلى محاربة المسلمين المخلصين في سوريا؟ لذلك فليس هناك ما يظهر بأن السعودية قلقة فعلاً على حقوق وكرامة أو حتى حياة النساء المسلمات لا في حدود بلادها المصطنعة ولا في أي مكان آخر من العالم.
وإذا ما كانت السعودية قلقة بشأن سلامة وأمن النساء المسلمات، فلتطبق أحكام الإسلام وأنظمته تطبيقًا كاملاً شاملاً دون مخالفة ولا معارضة لهذه الأحكام التي جاء بها رسول الأمة e لهذه الأمة، وأثبتت بتطبيقها تحقيق أفضل حياة للمسلمين الذين عاشوا في ظلها ولقرون طويلة، كما قدمت لنساء المسلمين طراز عيش حسدها غير المسلمين على عيشه. وعلى أي حال، إن على السعودية إن أرادت أن توفر حياة كريمة حقيقية بتطبيق للإسلام حقيقي صحيح، فلا بد وأن تتخلى عن الملكية وأن تطبق النظام الوحيد المقبول شرعًا وهو نظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زهرة مالك