بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الشريف
باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في ” باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم”
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، فمن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به”.
إنها الحالة التي نعيش، فتنٌ بعضها فوق بعض، فتن مركبة، فيها من يسعى لها ويكون سببا في إثارتها، وفيها القائم بأسبابها، وفيها القاعد المجتنب لها والراضي بها. إنها فتن تموج كموج البحر، فمن فتنة المرأة المتبرجة في الشارع، إلى فتة المال، إلى فتنة الولد مع أبيه وأمه، إلى فتنة المنصب والجاه والحكم. فمن نجا من فتنة وقع في أخرى. فتن جعلت المنكر معروفا والمعروف منكرا.
أيها المسلمون:
لا يكفي أن نشخص الداء دون أن نصف الدواء، فالكل يعيش هذه الفتن، بل يجب أن نقف على سببها، ولا نرى سببا قويا حقيقيا أكبر من وجود حكام الضرار الذين فقدوا الأهلية في الحكم منذ سنين، لذلك لا بد من خلعهم كي تخلع الفتنة من جذورها. فهم السبب الأول والحقيقي للفتن التي نعيش، فهم من زرع في عقول الشباب الأفكار الساقطة التي تدعو إلى التحلل من كل قيد ولو كان القيد حكما شرعيا.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم