من يرضى أن يرجع من الإسلام إلى الجاهلية؟!
وقّع رئيس دولة طاجيكستان “إمام علي رحمون” الثلاثاء 15 آذار/مارس 2016 على تنقيحات تشمل بالتغيير “قانون الأسرة”. وبالتوقيع على القانون المذكور فقد بات محظورا تسمية المواليد الجدد بأسماء أجنبية عن الثقافة الوطنية الطاجيكية، كما بات ممنوعا أيضا الزواج بين الأقارب!!
وكانت الحكومة الطاجيكية قد أوعزت منذ بداية العام إلى لجنة اللغة والمصطلحات التابعة لها بإعداد سجل بالأسماء الطاجيكية تم نشره في شكل كتاب. وبعد 15 آذار/مارس الحالي بات من الواجب على الأولياء اختيار أسامي المواليد الجدد من ذلك السجل الذي احتوى على 5000 اسم منها القديم ومنها الحديث!! وبالتالي فقد أصبحت ممنوعةً التسميةُ بالأسماء العربية تباعاً، وأوكلت المهمة للعاملين في الإدارة التي تمنح شهادات الولادة لرفض كل اسم غير موجود في كتاب الأسماء الطاجيكية!!
أيضا وفق التنقيحات الجديدة؛ ستفرض عقوبات على كل من يتزوج من أولاد العم وأولاد الخال!!
حينما أنزل الله دين الإسلام على رسولنا محمد ﷺ سعى جاهداً لتخليص البشرية من حياة الجاهلية فشنّ حربا لا هوادة فيها على الكفر والشرك في كل نواحي الحياة. ولذلك قام عليه الصلاة والسلام حتى بتغيير أسماء الصحابة التي تعكس معاني الجاهلية والشرك واستبدل بها أسماء تعكس معاني العبودية لله.
روي عن الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه قال: كان اسمي عبد عمرو – وفي رواية عبد الكعبة، فلما أسلمت سماني رسول الله ﷺ عبد الرحمن. رواه الحاكم ووافقه الذهبي.
وروى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ فَقِيلَ تُزَكِّي نَفْسَهَا، «فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَيْنَبَ».
وروى مسلم أيضا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ سَمَّيْتُ ابْنَتِي بَرَّةَ فَقَالَتْ لِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنْ هَذَا الِاسْمِ. وَسُمِّيتُ بَرَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ، اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ»، فَقَالُوا: بِمَ نُسَمِّيهَا؟ قَالَ: «سَمُّوهَا زَيْنَبَ».
فما الذي يريده رئيس طاجيكستان “إمام علي رحمون” بفرضه العودة إلى الأسماء القديمة؛ والجميع يعلم أنّ أهل آسيا الوسطى كانوا قبل الفتح يدينون بالزرادشتية وكانوا يسمون أسماء أكثرها غير جائزة؛ أسماء غيروها عن طيب خاطر بل بشغف كبير سعياً لنيل مرضاة الله بمجرد دخولهم في الإسلام أفواجا!! فهل يريد أن يعيدنا إلى الجاهلية؟ هل يريدنا أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!!
لقد تعوّد أهل طاجيكستان الطيبون على جعل أسماء أولادهم مثل أسماء الأنبياء والصحابة وغيرها التي تعكس معاني العبودية لله، لذلك عندما عرض مشروع القانون آنف الذكر للنقاش جوبه بالرفض والانتقادات. ولكن رغم ذلك أقرّه رئيس الدولة ووقعّ عليه وجعله يدخل حيَّز التنفيذ!
فأين الديمقراطية التي يدَّعون فيها بأن الشعب هو صاحب السلطات؟ ولماذا رمى الرئيس برغبة الشعب عرض الحائط عندما رفض القانون؟
إن الناس في أوروبا اليوم يسلمون ويتركون الجاهلية ويسعون لنيل سعادة الدنيا والآخرة، بل إنهم يستبدلون بأسمائهم “محمد، وأحمد، وإبراهيم، وخديجة، وعائشة”، أفليس من المضحك دعوة الرئيس المسلمين في طاجيكستان لترك الأسماء الإسلامية والعودة إلى الأسماء الجاهلية؟
ما أود قوله لـ”إمام علي رحمون”: لعَلَّ أبويك عندما اختارا اسمك كانا يرجوان أن تصبح رجلا مثل الصحابي الجليل علي رضي الله عنه، وأن تكون قريبا للرحمن الرحيم رب العالمين عز وجل. ولكن للأسف إنّك لست جديرا باسمك وهو لا ينطبق عليك؛ فأنت لا تخدم الإسلام ولا تنصره، بل تخدم الكفر ومشاريعه، وأنت لا تسعى لمرضاة الله ورسوله بل تسعى لمرضاة المستعمر الكافر. فاتق الله وثُب إلى رشدك قبل أن يأتيك يوم لا مرّد له من الله!
أيها المسلمون في طاجيكستان!
إلى متى ترضون بالعيش في ظل نظام ديكتاتوري غاشم بنيت أركانه على الظلم والاستبداد والضلال؟؟
إلى متى تسكتون على إجرام هؤلاء الحكام الذين بدل أن يحلوا المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعانون منها يتركونها عالقة وينشغلون بمنع اختيار الأسماء الإسلامية ومنع زواج الأقارب وغيرها مما أباحه الله سبحانه وتعالى؟؟
ألم يئن الأوان أن نقتلع الجاهلية من جذورها ونقيم دولة الإسلام التي تطبق شرع الله ولا تتجرأ على مخالفة ولو ذرة من أحكام الله؟؟
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم مخلصة
2016_03_26_Art_Who_accepts_to_return_to_the_ignorance_AR_OK.pdf