Take a fresh look at your lifestyle.

أيعقل أن يُصدّق أحدٌ سياسيّي أمريكا؟!

 

 

أيعقل أن يُصدّق أحدٌ سياسيّي أمريكا؟!

 

 

 

الخبر:

 

نقل موقع الجزيرة نت يوم السبت، 2016/3/26م خبرا تحت عنوان (زلماي زاده: أمريكا لم تخسر العراق لصالح إيران) جاء فيه: “قال السفير الأمريكي الأسبق لدى العراق زلماي خليل زاده إن الولايات المتحدة لم تخسر العراق لصالح إيران، وذلك على عكس ما هو سائد في واشنطن، وإنه يمكن لبلاده استدراك الأمر والاستجابة للتوجهات العراقية الجديدة.

 

وأوضح في مقال نشرته له صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن المذابح التي يقترفها تنظيم الدولة الإسلامية أقنعت العديد من أهل العراق بالحاجة إلى علاقات أفضل مع الولايات المتحدة.

 

وأضاف أن كثيرين من القادة الشيعة في العراق يشعرون بخيبة أمل تجاه إيران وأنهم يريدون تعزيز العلاقات مع أمريكا، وذلك لأن هناك خشية من امتداد دور المليشيات حتى بعد زوال تنظيم الدولة، وفي ظل الخوف من أن تصبح المليشيات أطرافا أو أدوات في حرب أهلية شيعية.

 

وأشار إلى أن مظاهر هذه الخشية بدأت تتكشف في مخاطر المواجهة المباشرة بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والحكومة العراقية، وأن التهديد المتصاعد الذي يشكله الصدر يعتبر أحد الأسباب التي تجعل الزعماء الشيعة يبحثون عن المزيد من الدعم الأمريكي”.

 

التعليق:

 

أيعقل أن يُصدّق أحدٌ وعودَ الأمريكان أو أقوالهم وأنهم حريصون على البشرية عموما وعلى المسلمين ومصالحهم خصوصا؟! أيعقل أن يقبل أحد تصريحات زلماي خليل زاده وأنه حريص على مصالح العراق وأهله؟! أيعقل أن أحدا على وجه الأرض ممن لديه عقل وأدنى اطلاع على ما تصنع أمريكا في العراق والشام وليبيا وغيرها من بلاد المسلمين، أنها بريئة براءة الأطفال في تعاملاتها السياسية في تلك البلاد، ناهيك عما تُحدث من قتل وتدمير للبشر والشجر والحجر، وهل يعقل أن أمريكا تعادي إيران وإيران تعاديها ونحن نرى دفء العلاقات السياسية والاقتصادية بينهما، وما موقف أمريكا من قضية المفاعلات النووية في إيران عنا ببعيد.

 

وهل يظن السفير الأمريكي الأسبق لدى العراق أن أحدا سيصدقه، أم هو الدجل السياسي والاستخفاف بعقول الشعوب كافة وعلى رأسها الأمة الإسلامية؟ وهل أمريكا حقا حريصة على لُحمة الأمة الإسلامية بما يُسمى سنة وشيعة؟ ولنا أن نسأل من الذي يثير ويُذكي نار الفتنة الطائفية في بلاد المسلمين، أليست أمريكا وعملاءها السياسيين والفكريين؟ ثم من الذي ساعد ووفر وهيّأ الأسباب والظروف لنشوء فصائل ومليشيات وتنظيمات، وأمدها بالمال والسلاح لتحارب وتقاتل المسلمين تارة بحجة السنة وأخرى بحجة الشيعة؟ ولو أردنا أن نستمر في طرح مثل هذه التساؤلات لما وسعنا مثل هذه العجالة، ولكننا نقول لأمريكا وعملائها وأذنابها ومن رضي أن يسير في ركابها هيهات هيهات أن تخدعوا أمة الإسلام، فالأمة اليوم ليست في غفلة سياسية بل إنها تعي ما يُحاك ضدها خاصة في أرض الشام، فالثوار الحقيقيون لا ولن ينجرّوا – بإذن الله – إلى مستنقع التفريط والسير في ركاب الأمريكان والأوروبيين وعملائهم، ولن ينخدعوا بوعودهم الزائفة، ولن يُلقيَ الثوار سلاحهم إلى أنْ يتمّ تحطيم أضلاع النظام، ودوسه، والقضاء عليه، وتدميره كلياً، وإقامة كيان إسلامي حقيقي فوق أنقاضه، ومن ثمّ تتلاشى وعود وأكاذيب الأمريكان والأوروبيين على السواء أدراج الرياح. فأمة الإسلام تثق بربها ولا تثق بوعود الكفار، قال تعالى: ﴿وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً﴾ [سورة الإسراء: 64]

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

بسام المقدسي – فلسطين

2016_03_28_TLK_2_OK.pdf