أمريكا أمّ الارهاب لا تدعم تونس بل تسعى إلى خرابها
الخبر:
أعلنت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عن منح القسط الأول من عقد بقيمة 24.9 مليون دولار لمشروع يهدف إلى تعزيز قدرات تونس الأمنية الحدودية على طول الشريط الحدودي التونسي الليبي. (شمس إف إم)
التعليق:
لقد بات من الواضح سعي أمريكا الحثيث ومحاولاتها المتواصلة فرضَ نفوذها وهيمنتها في المنطقة والعمل على جعل الوضع في ليبيا خاصة يخدم مصالحها، فكل تحركاتها مع دول الجوار تحت عناوين الدعم وخاصة التي أعلنتها لتونس من مساعدات مادية وتجهيزات عسكرية قدمتها لها تصب في هذا المنحى بحجة محاربة الإرهاب، ولكن واقعها وتاريخها يؤكد أنها أم الإرهاب وصانعته وأكبر مستثمر له.
ومما يؤكد ذلك أن أمريكا أعلنت تقديمها لتونس هبة قدرها 25 مليون دولار لمشروع يهدف إلى تعزيز قدرات تونس الأمنية الحدودية على طول الشريط الحدودي التونسي الليبي في إطار دعمها لتونس في حربها على الإرهاب.
ولكنها في الوقت نفسه طالبت الحكومة التونسية بتعويض قدره 18 مليون دولار أي أقل مما قدمته في شكل الدعم بكثير، وقد ضغطت عليها إلى أن توصلت إلى الاستحواذ على أرض مساحتها 22848 متراً مربعاً كتعويض، بل انطلقت مؤخرا حسب مصادر إعلامية في أشغال بناء دون أخذ تصاريح إدارية لذلك ولو شكلية.
ثم إن الرقابة على الحدود ليست حلا ولن تكون في مجابهة الجماعات التي ترفع السلاح، حيث إن العملية الأخيرة التي شهدتها بن قردان أثبتت أن مخازن السلاح كانت موجودة بالداخل، مما يؤكد أن وراء هذه الذخيرة استخبارات دول وأدواتها من مافيات تجارة السلاح التي تحركها متى شاءت، فالرقابة من المفروض أن تكون على أدوات الدول الاستعمارية من سياسيين واستخبارات وكل أشكال التجسس والاندساس، بل إن هذه الحدود هي السبب في الأزمة؛ فهي التي مزّقت جسد الأمة وفرقتها دولا ضرارا فأضعفتها، وهي التي ترنو اليوم إلى مزيد من التقسيم التشرذم.
ولكن أبرز ما يمكن أن يعلّق عليه هو موقف الحكومة بالتزامها بقرارات أحادية الجانب من الإدارة الأمريكية تبين ضعفا وتهاوناً بمصير أهل البلد وسيادته، مما يجعل تدخل دول أخرى تعادي سياسة الأمريكان مشروعهم، على رأسها بريطانيا، لتنجز مخططاتها بنفسها وتزيد الطين بلة لتكون المنطقة حلبة صراع بين هذه القوى الاستعمارية الطامعة في البلاد وخيراتها.
فاليوم أصبح من الضروري على الناس رفض الضعفاء والعملاء من هؤلاء السياسيين والمرتزقة، وعلى أبناء هذه الأمة وخاصة من الأقوياء الصادقين قطع حبائل الاستعمار والاعتصام بحبل الله ليعيدوا الأمر إلى أهله بدعم المخلصين ومساندتهم في إعادة حكم راشد لا يطلب النصر إلا من الله ولا سند له إلا من أهل البلد.
﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. محمد ياسين
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس