كيانات كرتونية… آيلة للسقوط والزوال
الخبر:
ذكر موقع البوصلة الإلكتروني تحت عنوان: الاقتصاد الأردني يحتضر.. وخبراء يحذرون من “سيناريو 89″، أن خبراء اقتصاديين حذروا “من خطورة الوضع الاقتصادي الذي يمر به الأردن واحتمالية العودة إلى سيناريو عام 1989 الذي شهد أزمة حقيقية في الاقتصاد الأردني عندما تعرض الدينار إلى انخفاض فعلي بنسبة 40%.
وحمل الخبراء في تصريحات إلى “البوصلة” مسؤولية خطورة الوضع الاقتصادي في المملكة إلى الحكومة والفريق الاقتصادي الذي خلف وضعا ماليا وحالة اقتصادية معقدة.
وبينما ربط بعض الخبراء الأزمة الاقتصادية في البلاد بالأزمة السياسية المرتبطة بالنار الملتهبة في الإقليم، دعوا إلى ضرورة تغيير الفريق الاقتصادي وإعادة النظر بالسياسة الاقتصادية برمتها للحد من تفاقم الأزمة الاقتصادية والعودة إلى سيناريو عام 1989.”
التعليق:
في نهاية عام 2015 تجاوز إجمالي الدين العام في الأردن حاجز الثلاثين مليار دولار، متجاوزاً حد الـ90% من الناتج المحلي، ولا يتوقع له التحسن في المنظور القريب بالرغم من كل المحاولات والتوصيات، سواء من المؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولي أو ممن يسمون خبراء اقتصاديين أو الفريق الاقتصادي للدولة.
وعلى العكس تماما فبدلا من تحمل الحكومة والنظام مسؤوليته فيما آلت إليه الأمور نتيجة سوء الائتمان وسوء الإدارة، بل وسرقة مقدرات البلاد وبيعها؛ أصبح أهل البلاد مسؤولين عن هذا الوضع، فيطلب منهم الصبر وشد الأحزمة وترشيد الاستهلاك، ويخرج رئيس الوزراء يطلب من الناس الصبر وتحمل المسؤولية بحجة الشفافية والمصارحة، فترتفع الأسعار وترفع الضرائب وتزداد لدرجة أن حوالي 84% من الإيرادات المحلية ضرائب من جيوب الناس، وكل ذلك تحت شعار تصحيح الاختلالات في الوضع الاقتصادي حتى نخرج من الأزمة، فأصبح ضنك العيش وقسوة الحياة السمة الطبيعية في هذا البلد، وتحسن الوضع الاقتصادي حتى على المستوى الفردي حلماً أو أمنية بعيدة التحقيق.
ولسائل أن يتساءل عن حقيقة الأمور ولماذا يحصل ذلك؟ وأين الخلل على وجه الحقيقة؟
يمكن أن نخوض في البحث وتحليل الأرقام ووضع الخطط والتوصيات كما يفعل كثير من الاقتصاديين والمحللين والصحفيين كما في الخبر أعلاه المنشور على موقع البوصلة، فنبقى في الواقع نبحث عن حل من نفس الواقع والذي هو المشكلة والسبب في آن واحد!!
هذه الدول والكيانات أنشئت ووجدت في الأساس لغرض ووظيفة تؤديها، ورجال النظام يعلمون ذلك تماما وأنهم ليسوا أهلا أساسا لإدارة مؤسسة أو حتى أقل من ذلك، فهم لم يصلوا لمناصبهم بناء على كفاءاتهم الشخصية بل بناء على علاقات معينة أو توصيات من أجهزة معينة سواء داخلية أو خارجية، فيصبح تحقيق مصالحهم مقدما على مصالح الناس، فيسرقون وينهبون تحت أعين النظام وأجهزته وقوانينه؛ بشكل رواتب خيالية وبدلات سفر ومياومات (تصل أحيانا كما نشر أخيرا للملايين من الدنانير في الليلة الواحدة)، ومكافآت وأعطيات وسيارات وغيرها كثير من وسائل النهب والسرقة، بالإضافة للأساس العقائدي للنظام الاقتصادي الرأسمالي المطبق عندنا والقائم أساسا على الربا، وما أدراك ما الربا؟ الذي أعلن رب العزة ورسوله عليه وعلى أصحابه الحرب لشدة خطره على المجتمع وتدميره لثروة المجتمعات التي تتعامل به… ويتساءلون أين تذهب الموازنة؟
إن هذه الكيانات ليست مبدئية ولم تقم على أساس فكري عقائدي، بل أوجدها وصنعها الغرب الكافر وبريطانيا بالذات لخدمتها وخدمة مصالحها، ومصالح الغرب الكافر، وحماية كيان يهود، ولا يغرنكم الاسم والعائلة والنسب، فهذا الكيان يُمَدّ بأسباب الحياة وعلى الحد الأدنى ليؤدي هذه الوظيفة فقط ويمنع أهل البلاد من الاستفادة من عوائد ثروات البلاد إذا سُمح لهم أصلا باستخراجها، فما زال الغاز والنفط الصخري واليورانيوم وغيره من المعادن تحت الأرض حتى يأتي أمر السيد، وشركات التنقيب تأتي وتذهب على عينك يا ابن البلد المسكين لتظن بهم خيراً وبأن الأمل موجود وأن الأمور يمكن أن تتحسن!!
قبل خمس سنوات وعندما بدأت الأمة تتحرك وتنتفض ضد هذه الأنظمة، وأحست هذه الأنظمة بحبل خلاص الأمة يلتف حول أعناقهم، تداعت شياطينهم وأجهزتهم للالتفاف على هذا التحرك وحرفه وتفريغه من زخمه بالتهديد والمواجهة في بعض البلاد وهرب رأس النظام في غيرها، ومسايرتها ثم شرائها كما حصل لدينا؛ ظنا منهم أن الأمة قد صمتت وتخلت عن حقها الطبيعي باختيار من يمثلها ويمثل عقيدتها وفكرها ليحكمها، ولا يدرون أن الجمر تحت هذا الصمت والصبر قد اشتعل، وأنه لا بد سيتحول إلى نار ملتهبة ستحرق كل متآمر وخائن لأمته ودينه، متواطئ مع أعداء الله وأعداء الأمة من كل النحل والملل، خانع ليهود وأعوانهم، ونور الله سبحانه وتعالى قادم لا محالة وسيعم الأرض من شرقها إلى غربها كما بشر الصادق المصدوق، وستملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلماً، وخليفة المسلمين سيخاطب السحاب وينثر القمح على رؤوس الجبال كما فعل أسلافه من قبل.
﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا﴾ [المعارج: 5-7]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله الصابر