تشجيع الأسر على الإنجاب في الصين هل سيوقف مشكلة الشيخوخة؟؟
الخبر:
قررت السلطات في العاصمة الصينية بكين تمديد الإجازة التي يحصل عليها الآباء والأمهات عند استقبال مولود جديد في أحدث مسعى على ما يبدو لتشجيع الأسر على الإنجاب!!
التعليق:
تحصد الصين اليوم نتائج وخيمة نتيجة سياسة “الطفل الواحد” التي فرضتها بشكل قاس اعتباراً من عام 1979 بهدف ضبط النمو المتسارع للسكان، فبعد ثلاثة عقود من تطبيق قوانين تحديد النسل بل التحكم فيه بالحديد والنار عبر فرض عقوبات مالية مؤلمة وإجبار الأمهات على إجراء عمليات إجهاض لأجنتهن حتى لو كان ذلك في المراحل المتأخرة من الحمل؛ أيضا عبر رفض السلطات الاعتراف بوجود الطفل الثاني ورفض منحه بطاقة هوية، وبالتالي حرمانه من كثير من حقوقه كحقه في التعليم والتنقل وغيرها؛ بعد كل ذلك وجدت الحكومة الصينية نفسها مضطرة لوضع حد لتلك السياسة علّها تنقذ مجتمعها مما آل إليه حاله.
فمنذ عام 1999 أصيبت الصين بالشيخوخة، بل إنها قفزت إلى مركز الصدارة العالمي كأكبر دولة من حيث عدد رعاياها المسنين ممن تتجاوز أعمارهم الستين عاماً (143 مليون شخص يشكلون خمس الإجمالي العالمي و11 في المئة من إجمالي تعداد الصين البالغ 1,3 مليار نسمة) مما ترتب عليه انحسار نسبة القوة العاملة واختلال التوازن بين أعداد الإناث وأعداد الذكور وارتفاع نسبة المتقاعدين وما يرافقه من استنزاف صندوق التأمينات الاجتماعية.
في أواخر عام 2013 سمحت الصين لملايين الأزواج بإنجاب طفلين إذا كان أحد الوالدين ابنا وحيدا وفي 2015 تخلت نهائيا عن سياسة الطفل الواحد.
ورغم أن توقعات الحكومة كانت متفائلة بخصوص تزايد نسبة الولادات إثر تلك القرارات إلا أن تفاؤلها لم يكن في محله نتيجة عزوف الأزواج عن الإنجاب بسبب غلاء المعيشة وارتفاع التكاليف المالية للاعتناء بالأطفال!
ويرى الكثير من الخبراء أن إلغاء سياسة الطفل الواحد قد جاء متأخرا ولن يسمح بعكس اتجاه السكان نحو الشيخوخة!!
لذلك بتنا نسمع عن إجراءات تحفيزية للأزواج على الإنجاب من مثل تمديد إجازة الولادة وغيرها، فهل يا ترى سيقدرون بها على وقف تجييش جيوش المسنين؟!!
إنّ ما اقرفته الصين في حق شعبها بسبب سياسة تحديد النسل طوال العقود الثلاثة الماضية لهو الإجرام عينه وقد لا ينجيها مما فعلت شيء وهي حتما ستحصد في السنوات القادمة أشواك ما زرعته، فهي لن تقدر على زيادة الطاقات الشبابية الصينية ومنع الترهل السكاني، كما لن تستطيع أبدا الحد من تعاسة الأولياء الذين فقدوا ولدهم الوحيد لسبب ما ولم يتمكنوا من إنجاب غيره، أو وقف آلام نساء أجبرن على الإجهاض أو التعقيم القسري بسبب قوانين وضعية جائرة تخالف الفطرة وحكم رب البشر.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي – تونس