الحكم على رادوفان كراديتش
يبين فشل النظام القضائي الرأسمالي
(مترجم)
الخبر:
أدين الزعيم السابق لصرب البوسنة رادوفان كراديتش في 24 آذار/ مارس بارتكاب الإبادة الجماعية أثناء مجزرة سربرنيتشا والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت خلال حرب التسعينات في يوغوسلافيا السابقة.
وقال قضاة في المحكمة الدولية في لاهاي التابعة للأمم المتحدة إن كراديتش أدين بارتكاب 10 جرائم من أصل 11 تهمة وجهت إليه أثناء المحاكمة التي استمرت لمدة خمس سنوات، وقد حكم عليه بالسجن 40 عاما. كراديتش (70 عاما) هو أكبر مسؤول يمثل أمام محكمة الأمم المتحدة إزاء الحرب التي قتل فيها 100 ألف شخص قبل عقدين من الزمن والتي مزقت الجيوش المتناحرة فيها البوسنة على أسس عرقية.
وقال رئيس المحكمة القاضي أو-غون كوون أن كراديتش أدين بارتكاب إبادة والقتل ومهاجمة المدنيين، والإرهاب بالإشراف على الحصار القاتل لمدة 44 شهرا في العاصمة البوسنية سراييفو خلال حرب 1992-1995.
أدانت المحكمة في حكمها على كراديتش بارتكاب أعمال إبادة جماعية فيما يتعلق بمجزرة سربرنيتشا، ولكن الأهم من ذلك أنها وجدته غير مذنب فيما يتعلق باتهامات أخرى من الإبادة الجماعية. وقد ندد بعض أهل البوسنة خارج المحكمة بالسجن لمدة 40 قائلين بأنها غير كافية على الإطلاق للجرائم الجماعية التي ارتكبت.
وقالت زمرة سيهوميروفيك من خارج المحكمة “لم تحدث الإبادة الجماعية في سربرنيتشا فقط ولكن في جميع أنحاء البوسنة والهرسك، وكذلك الاضطهاد والمعاناة وكل شيء كنا نعيشه”.
التعليق:
مرة أخرى، أثبت النظام القضائي الرأسمالي عجزه عن تقديم أي تفسير مقنع لفترة الحكم. وعلى الرغم من مئات آلاف الأرواح التي أزهقت، فقد حكم على كراديتش بالسجن 40 سنة، وهو سن لم يبلغه العديد من ضحاياه.
وعلى الرغم من أن التقارير الإعلامية تفيد بأن كراديتش أدين بعشرٍ من أصل إحدى عشرة تهمة موجهة ضده، فإنه لم يتم إدانته بارتكاب التهمة الأخيرة، والتي تضمنت الأعمال الوحشية المتعددة التي وقعت في معسكرات الاعتقال في أنحاء البوسنة؛ في ترنوبوليي، وأومارسكا، وفلاستنيتسا، وبييلينا، وكليوتش، وسانسكي موست وبركو، والعديد من المدن الأخرى.
في بلدة صغيرة من فوكا، قتل أو طرد جميع السكان المسلمين، وأنشئ مخيم آخر للاغتصاب بدلاً من الحياة البشرية. وقد نظرت المحكمة إلى هذه الحالات بالتفصيل، إلا أن المثير للصدمة، أنها وجدت عدم استيفاء الحد الأدنى للإبادة الجماعية في هذه الحالات.
وعلاوة على ذلك، يجب علينا أن نتذكر أن الأحداث التي وقعت في سربرنيتشا لم تكن حالات فريدة من الفظائع الجماعية، ولكنها تشكل جزءا من نمط أوسع نطاقا من العنف المنهجي الذي مزق البلاد بأسرها. وكانت هذه الفظائع أيضا نتيجة للمعاملة غير الإنسانية على المدى الطويل ضد السكان المسلمين في البوسنة، حتى إن هذه الأحداث كانت تعتبر مقبولة من قبل بقية أفراد المجتمع، وظل المجتمع الدولي صامتا إزاءها. ولم يتم الاعتراف بهذا من قبل المحكمة الجنائية الدولية. وبدلا من ذلك، تستمر مثل هذه الرواية اليوم مع الدعاية الإعلامية ضد المسلمين، لا سيما فيما يخص اللاجئين الذين يدخلون أوروبا من سوريا وليبيا وأفغانستان وغيرها من البلدان، والذين كثيرا ما وصفوا بأنهم “صراصير” و “حشرات” في أوروبا.
وتوفر هذه الحالة المزيد من الأدلة، إذا كانت هناك حاجة أكثر إلى ذلك، بأن هذه المؤسسات الدولية التي تدعي تعزيز العدالة والحياد لا يمكن الاعتماد عليها لحل شؤون الصراعات والحروب. حيث إن العقاب لا يطال أصحاب النفوذ والثروة الكافية، كما كان واضحا مع مجرم الحرب توني بلير الذي تم تعيينه في منصب المبعوث الخاص للجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط في عام 2007. لذلك يجب على المسلمين عندما يواجهون صراعات في أيامنا هذه مثل الصراع في سوريا والعراق، يجب عليهم أن لا يقعوا في فخ دعوة هذه المنظمات للتوسط في الشؤون، وإنما عليهم التوجه إلى الإسلام وتنفيذه بشكل كامل من خلال دولة الخلافة الإسلامية الصحيحة الراشدة على منهاج النبوة لحل مثل هذه القضايا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عائشة حسن