قمة الأمن النووي الأخيرة لأوباما
(مترجم)
الخبر:
اجتمع ممثلون عن 56 دولة ومنظمة في واشنطن يوم الخميس لحضور قمة الأمن النووي التي استمرت لمدة يومين. وتهدف القمة إلى “تعزيز بنيان الأمن النووي” وهي القمة الرابعة والأخيرة للرئيس باراك أوباما.
وكان أوباما قد كتب في افتتاحية واشنطن بوست نشرت الأربعاء “سوف أرحب يوم الخميس في واشنطن، بأكثر من 50 من قادة العالم إلى قمة الأمن النووي الرابعة للعمل على ركيزة أساسية من جدول أعمال براغ وهي: منع الإرهابيين من الحصول على الأسلحة النووية واستخدامها”. “سنقوم بمراجعة التقدم الذي أحرزناه، مثل النجاح في تخليص أكثر من اثني عشر بلدا من اليورانيوم عالي التخصيب والبلوتونيوم. وستقوم دول، بما في ذلك الولايات المتحدة، بالتعهد بالتزامات جديدة، وسنواصل تعزيز المعاهدات والمؤسسات الدولية التي تدعم الأمن النووي”. وتأتي القمة وسط مخاوف دائمة بشأن أمن المواد النووية في المنشآت ذات المخاطر العالية، مثل تلك التي تقع في باكستان، والخشية من أن تنظيم الدولة الإسلامية، الذي صعد هجومه في أوروبا، قد يجد سبلا لتطوير “قنابل قذرة” مشعة.
التعليق:
منذ عقود، كان مجرد وجود أسلحة نووية قد أدى إلى تفجير صراع أيديولوجي عالمي، والذي تم تمريره كسباق للتسلح.
لقد أصبحت دول مدينة لحيازتها الأسلحة النووية، عن طريق فرض الضرائب على الرعايا وإنفاق ثروة البلاد في تهديد تمت صناعته والذي تم تحويله من الأيديولوجية الشيوعية، إلى أيديولوجية أخرى؛ هي الإسلام.
وقد وضعت روايات معقدة حول القيم والتعصب والحريات والسيطرة على العالم على مدى العقود القليلة الماضية لتهيئة المجتمعات نحو عدم الثقة غير العقلانية بالإسلام والتمسك الأعمى بالقيم الليبرالية العلمانية. مما يسمح بالتعاون التام بين صناعة السلاح في كل بلد وسياستها الخارجية.
إن فكرة التوحيد ضد الإرهاب النووي عملت كستار للفظائع الحقيقية التي يقوم بها هؤلاء القادة المعنيون. ويمكن القول إن التركيز على النشاط النووي ونزع السلاح أو انتشاره هو إلهاء عن الواقع.
ذلك الواقع الذي بموجبه يتضمن ما يسمى تضليلا “الأسلحة التقليدية” القنابل القذرة، المشعة والمدمرة لجميع أشكال الحياة، والتي تتلف الحمض النووي مسببة تشوهات، وقد تم استخدامها في أفغانستان. إن الأسلحة الكيميائية مثل البلوتونيوم والفوسفور الأبيض وغاز الخردل وغاز السارين، والكلور، والتي تم تصنيعها خصيصا لحرق وتعذيب وإتلاف جسم الإنسان، قد استخدمت على نطاق واسع في سوريا والعراق وغزة. وقد استخدم اليورانيوم المنضب من قبل الولايات المتحدة في العراق مرات لا تحصى في العقد الماضي مما تسبب في تشوهات جنينية لم نعهدها من قبل في مهنة الطب. ولا يمكن أن يكون أي نقاش حول الأسلحة كاملا من دون الإشارة إلى (الدايم الإسرائيلي) (وهو مادة متفجرة معدنية خاملة كثيفة)، الذي طوره مؤخرا الجيش الأمريكي لخلق انفجار قوي وفتاك على مساحة صغيرة. وقد تم استخدام الدايم على نطاق واسع في عدوان كيان يهود على غزة في عامي 2012 و 2014. وذكر البعض أن دولة يهود قد حصلت على الضوء الأخضر من الجيش الأمريكي للتعامل مع غزة كحقل اختبار. “لقد شهدنا استخدام غزة كمختبر لاختبار ما أسميه الأسلحة من الجحيم”، كما قال ديفيد هالبين، وهو جراح بريطاني متقاعد ومتخصص في الصدمات الذي زار غزة عدة مرات للتحقيق في الإصابات غير العادية التي يعاني منها سكان قطاع غزة.
لقد أصبحت القنابل المتفجرة أمراً عادياً في المناطق المدنية، كما هو استخدام الطائرات بدون طيار على مناطق واسعة من الأمة. وحتى الأسلحة الأخرى مثل الاغتصاب والبهيمية، المفضلة خاصة للجيش الفرنسي والولايات المتحدة في البوسنة ومؤخرا في جمهورية أفريقيا الوسطى لا يمكن تجاهلها عند دراسة موقف أوباما المنافق نحو الاستقرار وما يسمى السلام.
إن الحقيقة غير المعلنة في قمة أوباما هي أن الدول الرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة وكيان يهود قد خلقت عالما حيث الخوف والذعر، ومكّنت بعض الحكومات من نهب فعال للثروة بينها، وتغذية الشركات والصناعات النخبة التابعة لها لدعم النمو الاقتصادي في دولها، تحت ستار الإرهاب العالمي والحركة الإسلامية.
في الواقع، إن التهديد النووي العالمي الذي يتم تغذيتنا به، غير موجود نظرا لأن القوى التي تستخدم أسلحة الدمار الشامل هي التي تملكه؛ وهي الحكومات الغربية والدول العميلة لها. وإن تظاهر أوباما بأن الجماعات الإرهابية أو الدول المارقة تكسب السيطرة يثبت فقط أن الفكرة قد تم تضخيمها حرفيا لخدمة مصالح الحلفاء في الشرق الأوسط، والمنطقة الأفغانية – الباكستانية ومناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إن الحقائق الجذرية تتحدث عن نفسها، والبلاد الإسلامية هي الضحية الوحيدة لهذه الأسلحة الرهيبة. وعند بروز أي رغبة في العيش بالإسلام، فإن هذه الأسلحة تخدم الغرب الاستعماري والأنظمة العميلة له بشكل جيد للغاية، في سحق المعارضة السياسية، وخلق الاضطرابات الطائفية وإجبار الحركة الجماعية للاجئين.
لقد علمنا القرآن أن نميز بين الحق والباطل، ولذا فإننا نتطلع إلى الإسلام والعودة الحتمية للخلافة على منهاج النبوة لأمننا، وعدم وضع أي ثقة أو ولاء للخطط الطاغوتية غير الشرعية.
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة حسن