Take a fresh look at your lifestyle.

عبودية المرأة المسلمة لله شرف وفخار

 

 

عبودية المرأة المسلمة لله شرف وفخار

 

 

 

الخبر:

 

قالت وزيرة الأسرة والطفولة وحقوق المرأة في فرنسا لورانس روسينيول إن المسلمات المحجبات يشبهن الزنوج الأمريكيين المؤهلين للاستعباد. وتسببت تصريحات روسينيول في موجة من الغضب والاتهامات بالعنصرية، مؤكدة أن هناك مسلمات يخترن حرية التمسك بالزي الإسلامي المحافظ، واصفة إياهن بأنهن يشبهن الزنوج الأمريكيين الذين كانوا يؤيدون العبودية.

 

التعليق:

 

أولا: إن الغرب الرأسمالي لا يفرق بين العبودية لله تعالى وبين العبودية لغير الله تعالى (الاستعباد) لأن الغرب يؤمن بفكرة فصل الدين عن الدولة والمجتمع، وهو من جعل فكرة الإيمان بوجود الخالق العظيم مسألة فردية تخص الفرد لا المجتمع، بل رفض أن يكون أي دور للخالق في تنظيم شؤون الإنسان من خلال فكرة فصل الدين عن الدولة، وهو من جعل الفرد بذلك عبدا لنزواته وشهواته وملذاته؛ عبدا ذليلا للهوى والتخبط في التشريع والفساد.

 

ثانيا: إن الوزيرة تحدثت عن لباس المرأة المسلمة وهو الجلباب وهذا اللباس العفيف الطاهر إنما تلبسه المرأة المسلمة التزاماً بأمر الله تعالى وعبودية له، كيف لا وهي تؤمن إيمانا جازما عن يقين أن الخلق والأمر لله، وأنها ترتقي بعبوديتها لله تعالى، وهي منزلة شرف وفخار ومكانة عظيمة إن حظيت بها؛ فالله تعالى وصف محمداً e فى أسمى المواقف وأعلاها في حادثة الإسراء والمعراج، وصفه بأنه عبد لله حيث قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ [الإسراء: 1]، فإن كانت تصف التزام المسلمة بأمر الله أنه عبودية فهذا والله شرف لها وأي شرف.

 

ثالثا: إن الاستعباد لا يكون إلا على خلاف منهج الله حيث يستعبد الإنسانُ الإنسانَ والرجلُ المرأةَ والحاكمُ الرعيةَ والقويُّ الضعيفَ، وأخطر أنواع الاستعباد هو استعباد مبادئ البشر للبشرية، أليس أنتم من قلتم في حق المرأة ما قلتم؟! ودعيني أذكرك ببعض مفكريكم؛ مثلا الكاتب الدنماركي ويث كوردستن بيّن نظرة الكنيسة الكاثوليكية نحو المرأة بقوله: “المذهب الكاثوليكي يعدّ المرأة مخلوقًا من المرتبة الثانية”!

 

ومن وصايا سان بول فانتير لتلاميذه: “إذا رأيتم امرأة فلا تحسبوا أنكم رأيتم كائنًا بشريًا، بل ولا كائنًا وحشيًا، وإنما الذي ترونه هو الشيطان بذاته، والذي تسمعونه هو صفير الثعبان”! وفي اعترافات جان جاك روسو: “المرأة خلقت لكي تخضع للرجل، بل لكي تتحمل ظلمه”!. أليس هذا قولكم؟! ولكني أتحداكم أن تأتوا لنا من مبدأ الإسلام العظيم بآية أو حديث لا يكرم الإنسان ويرفع عنه ظلم الاستعباد وامتهان الكرامة، ثم إليكم أمراً آخر؛ ما تذكره صحفكم وواقعكم، فمثلاً (أظهر تقرير جديد حول ظاهرة الاستعباد في دول العالم أن حالات الاستغلال الجنسي، والتي تعتبر من أشكال العبودية، تكثر في السويد.

 

التقرير الذي وضعته منظمة Walk Free ومركزها أستراليا، أظهر أيضا أن السويد شهدت عام 2011 عددا من البلاغات ضد الاضطهادات الممارسة في سوق العمل يفوق عدد البلاغات المتعلقة بتجارة الجنس، وخص بالذكر الأوضاع الصعبة التي تعرض لها عمال قطف ثمار التوت البري الذين يصلون كل عام إلى السويد).

 

… أما حسب مصادر الأمم المتحدة فيتم الاتجار سنوياً بـ120 ألف فتاة في أوروبا وأمريكا لأغراض الجنس يتم استقدامهن بوعود عمل مخادعة من أوروبا الشرقية وجنوب آسيا (ويرتفع العدد على مستوى العالم إلى 800 ألف فتاة يتم تداولهن سنوياً ضمن ما يعرف بتجارة الرقيق الأبيض)..

 

فكفاكم ذلاً بواقعكم المرير، ودعوا عنكم أمر لباس المرأة المسلمة التي حافظت على شرفها وطهارتها بدل أن تكون رقيقا تباع وتشترى للجنس ثم تركل بالحذاء في الشارع.

 

وأخيراً، إن العبودية لله هي شرف لنا معاشر النساء ولسنا عبيداً لشهواتنا ولذّاتنا، وكما قال الشاعر:

 

ومما زادني شرفا وتيهاً *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا

 

دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن صيّرت أحمد لي نبيا

 

نسأل الله أن يجعلنا من عباده الصالحين وصلَّ اللهم على نبينا محمد.

 

فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة، وأخيرا أدعوك أيتها الوزيرة إلى هذا الإسلام العظيم وإلى لباس الشرف والعفة.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

راية الإسلام – الأردن

2016_04_07_TLK_2_OK.pdf