ماذا يمكن لسلسلة المؤتمرات الاستعمارية أن تقدمه للمسلمين؟
(مترجم)
الخبر:
اجتمعت الدول المانحة لأفغانستان تحت مجلس الإدارة والتنسيق المشترك في جلسة عقدت يوم 4 نيسان/أبريل في كابول.
وقال محمد أشرف غاني، الرئيس المعيّن من قبل جون كيري لأفغانستان، قال في الاجتماع إن مستوى الفقر قد ازداد من 47% في عام 2013 إلى 49% عام 2014. وأشار إلى أن انسحاب القوات المستعمرة والبطالة هي أسباب رئيسية لزيادة الفقر.
التعليق:
كان اجتماع مجلس الإدارة والتنسيق المشترك هو جلسة تحضيرية للحكومة الأفغانية لمناقشة مفصلة حول أولويات البلدان الاستعمارية وجهات تمويلها تحضيرا للجلسات التي ستعقد في بروكسل ووارسو. ومن المقرر الدعوة لجلسات بروكسل ووارسو فيما يتعلق بالمسائل المذكورة في 1 أيار/مايو، وجلسة أخرى لاحقا بعد شهرين من العام الحالي.
أهل أفغانستان لديهم خبرة معهودة أربعة عشر عامًا حول هذه المؤتمرات، مع ملاحظة مدى عدم تغير حياتهم إلى الإيجابية. لقد فهموا تمامًا أن مثل هذه المؤتمرات في المنطقة وفي أفغانستان تتم الدعوة لها من قبل الحكام الخونة المعيَّنون لكي يقدموا التقارير حول إنجازات الدول المستعمرة في البلاد، ووضع أهداف للمستقبل وإعداد ما يكفي من الموارد للحفاظ على استمرارية الاستعمار.
ولتضليل الرأي العام وخلق آمال وهمية، تعكس وسائل الإعلام الرسائل البارزة مثل الفقر والبطالة والفساد والأمن والسلام من هذه المؤتمرات. وفي حقيقة الأمر، المستعمرون يريدون تحقيق أهدافهم الاستعمارية من خلال استغلال دمائنا وأرضنا واستبدال أيديولوجيتهم وثقافتهم ونظامهم العلماني بإيماننا وعقيدتنا.
إن لأهل أفغانستان تجربة مع العديد من هذه المؤتمرات مثل مؤتمرات بون ولندن وشيكاغو وطوكيو، التي لم تسفر عن شيء سوى القتال والقتل والفساد وانعدام الأمن والانقسام والاقتتال الداخلي والهجرة والبطالة… هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها الحكام الخونة بزيادة نسبة الفقر. ولكن السبب الرئيسي وراء ذلك ليس هو انسحاب القوات الاستعمارية ولا البطالة. ولكن الأسباب الرئيسية لذلك هي حكم النخب الرأسمالية الفاسدة التي نصبتها الرأسمالية من خلال العملية الديمقراطية. ليست هذه القضية خاصة بأهل أفغانستان فقط، بل هي قضية المسلمين جميعا، بل وحتى البشرية جمعاء في العالم كله يعانون من الحالة نفسها.
هذه السلطات العميلة دائمًا ما تعطي تعهدات جيدة للناس ولكن حال الناس على أرض الواقع هو غير قابل للتفسير. لذلك، تشير آخر استطلاعات الرأي أن الناس لا يثقون في حكومة جون كيري وهم قلقون بشأن مستقبلهم. ونتيجة ذلك يهاجر مئات الآلاف البلاد.
تهدف هذه المؤتمرات لدعم الحكام الخونة والحكومات الطاغوتية، وهذا مؤشر على أن الغرب وأمريكا في حرب صليبية مستمرة ضد الصحوة الإسلامية تحت مسميات الإرهاب والتطرف. فقد قال محمد أشرف غاني للمشاركين في الدورة إن الجماعات الإرهابية لا تزال موجودة كما أنها تهدد أفغانستان، هناك الكثير من التركيز على تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن ينبغي أن لا ننسى تنظيم القاعدة الذي يعمل على تنظيم نفسه. وأضاف أنه في الحرب ضد الإرهاب ينبغي تشكيل استخبارات ونظام أمني مشترك. وقال إن أموال الدول المانحة ودافعي الضرائب لن تضيع، و”نحن سنفي بوعودنا مع المجتمع الدولي قبل جلسات بروكسل ووارسو”.
إن مشكلتنا في أفغانستان كما هي في سائر الأمة مرتبطة بفرض الحكومات العميلة الفاشلة وحكم الأنظمة الخائنة. إنهم طغاة مجرمون وبعضهم غير مؤمنين، حكوماتهم هي مشروع استعماري بامتياز. وهم موالون فقط لأهداف المستعمر ومصالحه، وهذا ما تم تعيينهم لأجله. إنهم لا يحكمون بما أنزل الله سبحانه وتعالى، بل خلافًا لمعتقدات الناس، ويحكمون بقوانين وضعية، قوانين تراعي مصالح المستعمرين في كل تخطيط سياسي واستراتيجي. لا يفكرون أبدًا في شؤون الناس ولكن يحاولون الإشراف على شؤون المتحكّم لإبراز أنهم خدم مخلصون حتى لو كانت النتائج خسارة وضرراً وعمليات قتل وعنف وفساداً وبطالة وحتى الإبادة الجماعية للناس. لذلك أفيقوا أيها المسلمون في أفغانستان وفي كل مكان، فما من طريقة أخرى سوى التغيير الجذري، بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان