بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الشريف
باب الجزية والموادعة مع أهل الحرب
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في ” باب الجزية والموادعة مع أهل الحرب”.
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة أنه أخبره، أن عمرو بن عوف الأنصاري، وهو حليف لبني عامر بن لؤي، وكان شهد بدرا أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافت صلاة الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما صلى بهم الفجر انصرف، فتعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم وقال: ” أَظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ بِشَيْءٍ؟»، قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ لاَ الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ»”.
ليس غريبا أن لا يخاف علينا رسولنا صلى الله عليه وسلم من الفقر، فالفقر حالة مرتبطة بالرزق، ونحن نؤمن أن الرزق من عند الله سبحانه وتعالى، فمن عاش فقيرا فهذا رزقه، ومن عاش غنيا فهذا رزقه، ولكن الخوف كل الخوف من التعلق بأسباب العيش في هذه الدنيا، الخوف أن يصبح همُّنا التنافس على متاع الدنيا لا التنافس على الآخرة، كما تنافس الذين من قبلنا، عند ذلك يكون الهلاك والخسران المبين.
أيها المسلمون:
هذا هو حبيبكم محمد صلى الله عليه وسلم يخاف عليكم من الدنيا، وأنتم ترون كيف تعلقت الدنيا في قلوبكم في هذا الزمان؟ فما بالكم لا تخافون على أنفسكم؟ ما بالكم لا تقيمون وزنا لآخرتكم؟ أم اتخذتم على الله عهدا ألا يحاسبكم على تقصيركم؟ وأنتم تنظرون منذ سنين ما يحلّ في إخوانكم في سوريا وفي العراق وفي كل مكان، فهلا وقفتم موقفا يرضاه الله ورسوله؟! ماذا عملتم لعودة الإسلام حاكما بين الناس؟ أتراكم تعقلون ما العيش إلا عيش الآخرة؟ لذلك كان عليه الصلاة والسلام يداوم على ذكر الله وعلى قول: اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا”.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم