أمن المطارات.. على طاولة اجتماع أمني خليجي
الخبر:
أكد مسؤولو أمن المطارات في دول مجلس التعاون الخليجي تشديد الإجراءات الأمنية لحماية المطارات الخليجية والمسافرين وذلك في الاجتماع الـ30 لمسؤولي أمن المطارات والزيارات الميدانية بدول مجلس التعاون لدول الخليج الذي تستضيفه الكويت خلال الفترة من 4 – 6 من الشهر الجاري.
وتم في الاجتماع بحث رؤية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك خصوصاً في مجال الأمن، التي تهدف إلى تعزيز خطوات التعاون الأمني بين دول المجلس واتخاذ الخطوات اللازمة لرفع كفاءتها وقدرتها على حماية رعاياها من مخاطر الإرهاب وسائر التهديدات الأمنية. (المصدر: الخليج أون لاين).
التعليق:
تصاعد الحديث في الآونة الأخيرة حول الأمن وضرورة التعاون الأمني بين الدول لا سيما بعد التفجيرات التي شهدتها أوروبا مؤخرا والتي كالعادة تم اتهام المسلمين بتنفيذها. وكان من الطبيعي أن تتخذ أمريكا والغرب من هذه التفجيرات ذريعة لتصعيد الحملة العسكرية ضد المسلمين وفرض المزيد من القيود عليهم، وذلك ضمن حملتهم الشرسة ضد المسلمين وعقيدتهم الإسلامية، مستخدمين في ذلك كافة أدواتهم وعملائهم. فبحجة محاربة ما يزعمون أنه يهدد أمنهم القومي، يتدخل الغرب في البلاد الإسلامية ويقوم باحتلال أراضيها ونهب ثروات المسلمين ويساعده في ذلك عملاؤه حكام البلاد الإسلامية. وقد طوّع هؤلاء الحكام جيوش البلاد الإسلامية للغرب الكافر وسخروا له كل مقدرات الأمة المالية والعسكرية لضرب الإسلام وأهله خدمة لأسيادهم وإرضائهم؟!
إن الأنظمة القائمة في دول الخليج هي أنظمة عميلة خاضعة لدول الغرب الكافرة، أنشأها الغرب المستعمر على أنقاض دولة الخلافة الإسلامية لكي تخدم مصالحه وتحافظ على أمنه ونفوذه وترعى أطماعه الاستعمارية. وإن أمن وأمان دول الخليج ليس بيد هذه الأنظمة ولا بأيدي أهلها المسلمين وإنما هو بيد المستعمر الكافر. وحكام هذه الأنظمة يستندون في وجودهم وبقائهم إلى الغرب الذي يملي عليهم قراراته، لذلك فإن أي قرار يتخذونه أو اتفاق يتوصلون إليه في اجتماعاتهم وقممهم لا يخرج عن كونه تنفيذا حرفيا لتوصيات بل أوامر أسيادهم الغرب؛ أمريكا وبريطانيا على وجه الخصوص.
ومنذ نشأة ما يسمى بمجلس التعاون الخليجي لم ير رعايا منطقة الخليج شيئا يستحق الذكر مما يدخل في رعاية شؤونهم وتسهيل أمور حياتهم سوى هذه الاتفاقات الأمنية التي لم تجلب أمنا ولا أمانا للرعية، وأصبح كل مقيم فيها يتوجس من اليوم الذي يمكن أن يطرد فيه من البلد أو تسحب جنسيته أو يستوقف في إحدى المطارات للاستجواب أو تفتيش أمتعته بطريقة مذلة، مما يدل على أن الغاية التي تأسس لها هذا المجلس لا تعدو كونها تأمين مصالح الغرب في هذه المنطقة وترسيخ الفرقة والنزعة الوطنية النتنة لدى أبنائها بل وفصلهم شعوريا وفكريا عن باقي شعوب المسلمين في العالم.
إن المسلمين اليوم متعطشون للأمن والأمان ولكنه ليس الأمن الذي يخدم “الأمن القومي الأمريكي” أو “الأمن الأوروبي” أو “الأمن الروسي” أو “أمن كيان يهود”. بل الأمن الذي بشر به النبي r أصحابه، عندما كانوا مستضعفين: «والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون»، وقال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55].
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة بنت محمد