بسم الله الرحمن الرحيم
نفائس الثمرات
الإسلام واحد والخلافة واحدة
أيها المسلمون:
إن الإسلام واحد لا إسلامين… هو الإسلام الذي أنزله الله القوي العزيز على رسوله … إسلام العبودية لله والربوبية له سبحانه والركوع والسجود لله الواحد الأحد وليس الزحف ظهراً ببطن أمام البيت الأبيض والأسود… إسلام العزة لله ولرسوله والمؤمنين وليس الذلة أمام أمريكا وروسيا والمستعمرين… إسلام الشام عقر دار الإسلام وليس إسلام الشام الأمريكي عقر العلمانية والإجرام… هذا هو الإسلام، ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.
وكذلك الخلافة فهي واحدة لا خلافتين… هي الدولة الإسلامية الأولى التي أقامها رسول الله … هي الخلافة الراشدة الأولى على منهاج النبوة التي كان قادتَها الخلفاءُ الراشدون… هي حافظة الدين والنفس والمال والعرض… هي خلافة يستنصر بها المسلمون فتنصرهم، يكون الإمام فيها جُنة يقاتل من ورائه ويتقى به… هي التي يقود الخليفة فيها جيشاً لنصرة امرأة ظلمها رومي فقالت وامعتصماه فيدك عمورية وينتصر لها… هي التي يلجأ الناس لها فيأمنون، ويأتيها المظلومون فيزول ظلمهم ويسعدون… هي التي إن عفت وفت وإن عاقبت عدلت وبالحق حكمت… هي التي لا تعذِّب بعذاب الله بل بما قضى الله ورسول الله … هي التي تطبق الإسلام كنظام رباني؛ يسعد في تطبيقه جميع البشر؛ المسلم فيهم وغير المسلم، تقدم للبشرية نموذجا راقيا للحياة السعيدة في أرقى أشكالها المدنية.
ولن تستطيع ممارساتُ من زعموا إقامتَها تشويهَ صورتها في أذهان المسلمين، فقد ملأت الخلافةُ بعدلها ورقيها جنبات التاريخ، ما دفع أعداءها للتآمر عليها وإسقاطها، فلا يصدنكم عن العمل لإعادتها أحد، أيها المسلمون، فهي تاج الفروض؛ فبها تنتهي مآسينا؛ وبها يطبق شرع الله فينا، وهي وعد الله: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾، وهي بشرى رسول الله «… ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، هذه هي الخلافة وهذا هو الحق ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ﴾.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته