Take a fresh look at your lifestyle.

هل فعلاً راهن بورقيبة منذ الاستقلال المزعوم على التعليم في توجيهاته الشهيرة “المادة الشخمة”؟

 

 

هل فعلاً راهن بورقيبة منذ الاستقلال المزعوم على التعليم

 

في توجيهاته الشهيرة “المادة الشخمة”؟

 

 

 

الخبر:

 

نشر موقع العربي الجديد في 2016/4/9 مقالة بعنوان: “ما حدث للتعليم في تونس؟”، جاء فيها:

 

… وحول الحديث عن إصلاحات النظام التعليمي، اعتبر الخبير التربوي أحمد بوعزي أن تدريس العلوم بغير لغة البلاد لا يلبّي شرط الاستقلالية، وهذا الوضع أحدث قطيعة بين لغة التدريس (حامل المعرفة) ولغة البلد،

وأشار أستاذ الفلسفة السياسية في الجامعة التونسية، منير الكشو إلى أن تونس، وبعد تحقيق الاستقلال السياسي في 1956، أخذت خطوات في تونسة السياسة الخارجية والإعلام والجيش وتأميم الأراضي الفلاحية، ولكن جرى تأجيل الاستقلال الثقافي مشيرا إلى “صعوبة إصلاح التعليم في ظل نظام ديكتاتوري”.

 

التعليق:

 

عندما نستحضر كذبة أن بورقيبة راهن – منذ الاستقلال المزعوم – على التعليم في توجيهاته الشهيرة “المادة الشخمة”، وأن تونس لا تشتري سلاحا وإنما ترصد ثلث ميزانيتها للتعليم.. يذهب بنا التصور إلى أن تصنيف تونس ينافس الدول العظمى في التعليم. أما الحقيقة فهي أن ترتيبها التعليمي لم يتجاوز حدود القارة السمراء وأن أول جامعة تونسية تأتي في المرتبة 70 إفريقيًّا!

 

إن كل من ينظر إلى سياسة التعليم في تونس يرى أن الخلل الذي ما فتئ ينخر منظومتنا التربوية ليس جديدا وإنما منذ أن أصبحت سياسة الغرب المستعمر هي النافذة في البلاد.

 

وقد تبين أن محاولات الإصلاح منذ سنة 1991 إلى ما بعد الثورة التونسية تواصلت على نفس المنوال ولم تمس جوهر الأشياء بل اقتصرت على ذر المساحيق للتغطية على مواطن الضعف والوهن؛ إذ اقتصرت وزارة الإشراف على تنظيم “ندوة” نظرت في منهجية إصلاح التعليم، كأن الإصلاح يكون بجلسة يشرف عليها صاحب القرار وكفى! والحال أن الأمر يتطلب في المقام الأول إجراء دراسة المشكلة من جذورها من قبل الخبراء والمختصين في المجال التربوي للوقوف على أصل الداء ثم تقديم مقترحات ملموسة للعلاج، هذا إن كان يرجى منه علاج!

 

إن سياسة التعليم الحالية جعلت علاقة المدرس بالطالب معقّدة كعلاقة العارف مع الجاهل، في حين إن المدرّس هو في الواقع وسيط ومساعد للطالب في بناء ثقافته وزاده المعرفي لإيجاد الشخصية المميزة التي تزوّد الناس بالعلوم والمعارف المتعلقة بشؤون الحياة، فتهمّشت تصوّرات الطالب وأصبح يكفي أن يعد المدرس محتوى درسه ويقدمه في الوقت المخصص لها للتركيز على الجانب الكمّي للمعلومات دون الاكتراث بمحاولة تنزيل تلك الثقافة على الواقع وإيجاد المعالجات والمواقف إزاء القضايا التي يطرحها المحتوى المعرفي المتعلق بالدرس، كأن الهدف المنشود هو حشو أدمغة الطلبة، وهذه طريقة لا تساعد على تكوين الفكر وتعجز القدرة على التحليل وتضعف طاقة الشباب في المهارات والإبداع، فحصل التهميش والتجهيل؛ وهذا ما يفسر العدد الكبير من الطلبة الذين هجروا مقاعد الدراسة وأداروا ظهورهم للعلم، خصوصا وأن حكوماتنا لا تهيئ المكتبات والمختبرات لتمكين الذين يرغبون في مواصلة الأبحاث..

 

إن حزب التحرير يسعى للتغيير الجذري ولديه منهج تعليم أساسه العقيدة الإسلامية وغايته إيجاد الشخصية الإسلامية، كما أن تعليم ما يلزم للإنسان في معترك الحياة فرض على الدولة أن توفره للجميع مجاناً، وتفسح مجال التعليم العالي مجاناً للجميع بأقصى ما يتيسر من إمكانيات، ولكن يحتاج هذا المنهج إلى إيجاد الدولة الإسلامية التي توجد المدارس والمدرسين لتدريسه والتي تقوم بتنفيذه على أساس أحكام الشرع، وتقر هذا المنهج في التعليم، وهذه الدولة الآن غير موجودة، ولذلك فإننا نعمل جادين رجالا ونساء لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تطبق منهج التعليم حسب أحكام الشرع بإذن الله، وعسى أن يكون قريبا.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

أختكم خديجة بن حميدة

2016_04_13_TLK_4_OK.pdf