عراك بالأيدي في البرلمان العراقي!
الخبر:
حصل عراك بالأيدي بين أعضاء البرلمان العراقي تحت قبة البرلمان. (قناة العربية – الحدث).
التعليق:
بغضّ النظر عن سبب العراك، وبغض النظر عن حال العراق التي لا تسر صديقًا، ولا تنكأ عدوًّا، إلا أنّ هذا الأسلوب في الحوار والتفاهم منافٍ للإسلام، وليس من أخلاق المسلمين، وليس هو أسلوباً لحل المشكلات ولا الوصول إلى نتائج حميدة، ولا يزيد الأمور إلا تعقيداً.
إن المسلم كما في حديث رسول الله e هو من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمسلم لا يؤذي غيرَه، فقد روى ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي e قوله: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، فالسباب يجعل من المسلم عاصياً فاسقاً، وكذلك إيذاء المسلم يجعله عاصياً فاسقاً مهما كان نوع الإيذاء، والأدلة الشرعية مستفيضة في تحريم إيذاء المسلم لأخيه المسلم.
لقد وصل الحدّ بكثير من المسلمين أن يرفع أحدهم السلاح في وجه أخيه المسلم، بل قد قتل المسلمون بعضهم بعضًا في عدد من بلاد المسلمين، واستحلوا دماءهم وأموالهم، وكل ذلك في خدمة الكافر المستعمر، الذي يحقّق ما يريد، وينفّذ مخططاته في بلادنا عن طريق حفنة تفتقد الوعي، وحفنة أخرى تفتقد الإخلاص.
إن الكفار المستعمرين مزّقوا بلادنا، وتمكّنوا منها وتحكّموا فيها من خلال إيجاد وسط سياسيٍّ فاسد، حكام يتآمرون على الأمة ويمنعونها من النهضة الحقيقية، وحولهم سياسيون من جنسهم، وعلماء يبررون لهم ويقرّونهم على فسادهم، وأبواق إعلامية منشغلة بالتطبيل والتزمير لأولئك الحكام، فواأسفاه على أمة هذا حال قادتها.
إن الأمة ليست عاجزة عن إنجاب قادةٍ واعين مخلصين، يقودون سفينة الأمة لشاطئ الأمان، بل الأمة ممتلئة بأمثالهم، ولكنهم مُقْصَوْنَ عن موقع اتخاذ القرار، وحلّ محلّهم رويبضاتٌ تافهون يتحدثون في شؤون العامة.
من خلال هذه الصفحة، وهذا المنبر الطيب، أدعو الأمة لتمليك شؤونها لفئة واعية مخلصة من أبنائها، شبابِ حزب التحرير، ذوي القيادة الفكرية القائمة على مبدأ الإسلام العظيم، لتحكيم شرع الله فيها، وحمل الإسلام رسالة هدى ونور للعالمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – الأردن