Take a fresh look at your lifestyle.

إفلاس شركة أم إفلاس نظام؟

 

 

إفلاس شركة أم إفلاس نظام؟

 

 

 

الخبر:

 

التحقيق جار من قبل المدعي العام الألماني في قضية إفلاس واحدة من أكبر سلسلة متاجر في العالم المعروفة باسم مالكها “شليككر”، حيث ثبت أن السيد أنطون شليككر قد هرَّب أمواله وجيّر بعضها لأفراد عائلته ولشركات وهمية قبل الإعلان عن إفلاسه وإغلاق فروعه كافة. [شبيغل-أونلاين]

 

التعليق:

 

في حادثة متكررة وخدعة رأسمالية معروفة أعلن السيد أنطون شليككر مالك أكبر سلسلة متاجر متخصصة بالعطور والكريمات ومواد التجميل والإكسسوارات عن إفلاسه وإغلاق متاجره كلها البالغ عددها حوالي 9000 متجر في 17 دولة، وذلك في عام 2012 متسببا في إنهاء خدمة ما يقارب 25.000 عامل دون تعويض.

 

هذه الواقعة متكررة في النظام الرأسمالي بسبب قانون الإفلاس المعمول به والذي يسمح للمدين بأن يعلن عن إفلاسه للتهرب من دفع مستحقات الدائنين والعاملين، وفي الغالب يكون الأمر بالنسبة للدائن هو لعبة وخدعة يتم من خلالها تهريب الأموال أو نقلها بصورة خفية أو تمريرها بصورة غير ملحوظة إلى أشخاص أو شركات وهمية حتى لا يلتزم المدين بدفع مستحقات الأموال والضرائب وأجور العمال أو تعويضاتهم التي يفرضها القانون أو عقد العمل، فتضيع حقوق الدائنين وحقوق العاملين بسبب جشع هذا الرأسمالي الذي استطاع من خلال التعامل “القانوني” بالربا وبحكم قانون الشركات الرأسمالية المساهمة المحدودة أو ما يشبهها، استطاع أن يجني الأموال ثم يهربها دون رادع أو وازع يمنعه من أكل أموال الناس بالباطل.

 

صحيح أن هناك قانوناً يحاكم من يقوم بمثل هذه الأعمال الدنيئة ويحاسبه ويجازيه، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة إرجاع الحقوق لأهلها، حيث لا يوجد في القانون ما يردعه بعد أن علم أن الجزاء المترتب على أكل المال بالباطل لا يتجاوز بضع سنين في سجنٍ مرفَّه، بانتظار أن ينعم بالمال بعد ذلك في بلاد ترحب بالرأسمال الكبير والأغنياء الذين لا يحاسَبون ولا يُسألون “من أين لك هذا”؟

 

مثل هذا القانون الذي يفتح المجال لهذا الفعل المشين الذي وصفه الإسلام بالعدوان والظلم ورتب على ذلك أن تكون النار جزاء من يفعله، مثل هذا القانون نراه يطبق في بلاد المسلمين ويعمل به كغيره من القوانين الرأسمالية التي تسمح بالاستغلال والاحتكار والظلم، وتفتح الأبواب للجشع والتسلط والسيطرة وغيرها من الصفات التي تفسد المجتمع وتعطله بل وتثير العداوة والبغضاء بين الناس؛ لما فيها من هضم للحقوق وتسلط القوي على الضعيف. وفي ذلك قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾ [النساء: 29-30]

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

م. يوسف سلامة – ألمانيا

2016_04_16_TLK_1_OK.pdf