Take a fresh look at your lifestyle.

لقد وصلت متأخرا يا شيخ!!

 

 

لقد وصلت متأخرا يا شيخ!!

 

 

 

الخبر:

 

“الرباط، المغرب –  (CNN)في فيديو أثار ضجة على مواقع التواصل بالمغرب، ظهر الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، محمد عبادي، وهو يتحدث عن ضرورة تطبيق الخلافة، متحدثًا عن أنه لا يحل للمسلمين البقاء ثلاثة أيام دون خلافة على منهاج النبوة، وهو ما خلق انتقادات كبيرة لهذه الجماعة، في وقت قال فيه متحدث باسمها إن الفيديو “وقع بتره وأسيء تأويله”.

 

التعليق:

 

لقد وصلت متأخرا يا شيخ! ولكن لا يسعنا إلا أن نقول أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا. إن تصريحاتك بشأن إقامة الخلافة هي معلومة من الدين بالضرورة… ولقد بات المطالبون بعودتها كثراً؛ لأن وجودها يعني وجود الإسلام في معترك الحياة من خلال دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة… فها هم ثوار الشام ينادون بها ويعملون لها، والمسلمون في كل بقاع العالم ينتظرون ساعة قيامها، كيف لا وهي وعد ربنا حيث قال جل جلاله: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾. وقال عليه الصلاة والسلام: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها».

 

لقد قلت وقولك حق أن الخلافة هي الفريضة الكبرى عندما قلت “إقامة الخلافة في الإسلام تعتبر أم المقاصد وتعتبر مسألة حياة أو موت”، ووصفك إياها بـ”الفريضة الكبرى”، على اعتبار أن “هناك فرائض أوجبها الله علينا، وأعظم فريضة هي السعي لإقامة الخلافة على منهاج النبوة لأن عليها يتوقف تنفيذ معظم الفرائض”.

 

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما يجب عليك فعله وأنت مسؤول أمام الله عن سعيك لإيجاد الفريضة الكبرى كما قلت وأنت عالم بها، فماذا نصحت الأمة؟!… وماذا قلت لحكام المسلمين؟ فهّلا وجهت رسالة لهم؟ ألا تتفق معي يا شيخ أن حكام المسلمين هم الرويبضة الذين ذكرهم رسولنا الكريم في حديثه؟ فحكامنا يا شيخ قد باعوا البلاد والعباد وسكتوا عن الإجرام الذي يحصل للمسلمين في سوريا وفلسطين وغيرهما، وعطلوا الجهاد، وعندكم في بلاد المغرب بلاد عقبة بن نافع فحال الحكام لا تختلف.

 

لقد آن الأوان يا شيخ أن تقف أمام من بيده مقاليد الأمور وتقول كلمة الحق التي بها سيعلو الإسلام وتقام دولته بمشيئة الله. فأنت ممن قال فيهم رسولنا الكريم: «العلماء ورثة الأنبياء»؛ فلقد أعطاك الله ما أعطى الأنبياء فكنت من ورثتهم. والناس محتاجون إليك لتأخذ بيدهم إلى بر الأمان، فها هو الإمام أحمد رحمه الله تعالى يقول: (الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب؛ لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه)..

 

فالخلافة عائدة شاء من شاء وأبى من أبى «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة»، فكونوا أيها المسلمين من العاملين المخلصين لها من الآن وليس من المصفقين لها بعد قيامها، وكن أنت يا شيخ عبادي من الداعين لها وأنت تعلم حكمها وحكم من يعمل لها، كما تعلم أيضا أجر العمل لها، فلتكن من أحباب رسولنا الكريم e وتشرب من يده الشريفة إن شاء الله شربة ماء لا تظمأ بعدها أبدا، وتحشر مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

 

قال تعالى: ﴿… لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ صدق الله العظيم.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ماريا القبطية

عضو القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

2016_04_16_TLK_2_OK.pdf