وهكذا يظل الغرب الكافر راكباً رأسه حتى يتحطم
على صخرة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بإذن الله
الخبر:
لفتت الإعلامية جيهان شعراوي، إلى أن الدراسات أكدت أن مصر تأتي ضمن أسوأ 10 دول العالم في المساواة بين الرجل والمرأة.
كما تابعت شعراوي، خلال برنامج «تحيا الستات» على إذاعة «راديو مصر»، أنه على المستوى الاقتصادي احتلت مصر المركز 139 على مستوى العالم من حيث مشاركة النساء في القوى العاملة… (وكالة أخبار المرأة)
التعليق:
نتساءل: من الذي أهان المرأة بهذا الشكل؟ أهو ربّها الرحيم الكريم الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، القائل: ﴿ولقد كرمنا بني آدم﴾، أم هو النظام الرأسمالي الذي أرادها أن تكون سلعة تمتهن وتهان، فإذا انتهت مدة صلاحيتها ضرب بها وجه الثرى؟
يقول النبي e: «إنما النساء شقائق الرجال» رواه أحمد والترمذي وحسنه. كما مُدحت المرأة المسلمة، عند الأخيار فقيل فيها: أهلا وسهلا بعقيلة النساء.. وأم الأبناء.. وجالبة الأصهار.. والأولاد الأطهار. وشبّه بعضهم أن الرجل والمرأة يكمّلان اليوم مثل الليل والنهار ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾.
فمن الغريب أن نجد في هذا العصر من “النخبة المزعومة” من يرفض الخروج من قوقعة المشكلة التي أراد الغرب أن يحصرنا فيها! إذ بقي موضوع المساواة قائم الطرح والجدال رافضين الاعتراف بأن النظام الرأسمالي هو سبب معاناة المرأة وشقائها في عقر دار الرأسمالية أمريكا وأوروبا. فعَبَدةُ الغرب الذين يولون وجوههم شطره يوحون إلينا أن نساء الغرب ينعمن بالمساواة العظمى مع الرجل، ولكن الحقيقة الماثلة للعيان تقول غير ذلك؛ إذ تدلّ الإحصاءات على عكس ما تروج له أبواق الغرب المضللة وتتشدق به.
فعلى سبيل المثال: قالت منظمة العمل الدولية إن الفجوة الأكبر في الأجور بين الجنسين موجودة في الولايات المتحدة حيث تتقاضى المرأة 64.20 دولاراً في المتوسط مقابل كل 100 دولار يحصل عليها الرجل، مبررة ذلك بعوامل مثل الإنتاجية الأكبر للرجال أو التعليم أو الخبرة، وبيّن التقرير أن أوروبا وأمريكا وروسيا لا تمنح النساء رواتب مساوية للرجال.
كما نشرت مجلة التايم الأمريكية أن 6 ملايين زوجة في أمريكا يتعرضن لحوادث من جانب الزوج كل عام، وأن رجال الشرطة يقضون ثلث وقتهم للرد على مكالمات حوادث العنف المنزلي.
وبخصوص المساواة أشارت دراسة أمريكية إلى أن 79% يقومون بضرب النساء، وكانت الدراسة قد اعتمدت على استفتاء أجراه د. جون بيرير الأستاذ المساعد لعلم النفس في جامعة كارولينا الجنوبية بين عدد من طلابه المستعدين لتعنيف النساء، فإذا كان هذا بين طلبة الجامعة فكيف بمن هم دونهم تعليماً؟!
وبعد، فإننا في غنى عن ذكر تلك الإحصاءات لعلمنا بأنه ليس في النظام الرأسمالي من خير…
ولكن نفراً من بني جلدتنا غير قليل لا يقع منهم الدليل موقعه إلا إذا نسب إلى الغرب، فها هو الغرب تتعالى صيحاته من إهانة المرأة فهل من مدكر؟
يقول الله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ وقال، ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾. وما من شك في أن الرجل قد اختص بخصائص عديدة تؤهله للقيام بهذه المهمة الجليلة ألا وهي القوامة، وأنها أمر يأمر به الشرع، وتقره الفطرة السوية، والعقول السليمة.
فأين النظام الرأسمالي الذي يطالب المرأة بترقيع الاقتصاد من نظام الإسلام العادل السماوي، فالنظم العلمانية لا ترعى للمرأة كرامتها، حيث يتبرأ الأب من ابنته حين تبلغ سن 18 أو أقل حتى لا ينفق عليها لتخرج هائمة على وجهها تبحث عن مأوى يسترها، ولقمة تسد جوعتها، وربما كان ذلك على حساب الشرف والأخلاق والدين يعبث بها كل ساقط فذلك سر السعادة عندهم! وإلا لماذا لا تُقبل عندهم إلا الحسناء الجميلة أو الأنيقة التي لا تتجاوز سن الشباب؟
إن المرأة في الإسلام تسعد في دنياها مع أسرتها وفي كنف والديها، ورعاية زوجها، وبر أبنائها سواء في حال طفولتها، أو شبابها، أو هرمها وإن كان هناك من تقصير في حق المرأة في بعض بلاد المسلمين فبسبب غياب دولة الإسلام التي ترعى شؤونها وتعيد لها حقها وتصون عرضها، وعلاج هذا الظلم المسلط عليها إنما يكون في دورها السياسي كحاملة دعوة تعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة.
فالخلافة هي نموذج مضيء لحقوق المرأة ودورها السياسي، هذه القضية المصيرية التي ينبغي للمرأة أن تلتفت لها لا أن تجتر فكرة المساواة الجوفاء التي يسوقها الغرب إليها! فمنزلتها في الإسلام على سبيل الإجمال: صراع فكري وكفاح سياسي، عفة وصيانة، مودة ورحمة، تنشئة للأجيال وقول سديد، إلى غير ذلك من الأعمال السامية.
وهكذا يظل الغرب الكافر راكباً رأسه حتى يتحطم على صخرة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بإذن الله، وتظلّ المسلمة مطمئنة بالإيمان عاملة لمرضاة الله مستسلمة لأمره، واثقة في نصره.
ولن تستطيع ممارساتُ دعاة المساواة صدّنا عن العمل لإقامتها، فهي تاج الفروض وبها تنتهي مآسينا وبها يطبق شرع الله فينا، وهي وعد الله: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾، وهي بشرى رسول الله e «… ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
هذه هي الخلافة وهذا هو الحق ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ﴾؟
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم خديجة بن حميدة