تحت القوانين العلمانية الوضعية لا توجد ضمانات لحقوق المرأة
(مترجم )
الخبر:
بتاريخ 14 نيسان/أبريل 2016 ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن السجينات اللواتي أطلق سراحهن ولم يكن لهن مسكن يأوين إليه قد تم إعطاؤهن خياماً أو أكياس نوم لحل هذه المشكلة. وورد في المقال “وفقًا للتقرير، يمكن أن ينظر إلى العديد من السجناء في برونزفيلد على أنهن عرضةً للأذى. حوالي ثلث النساء يعانين من إعاقة و44% قلنَ إنهن يشعرن بالإحباط أو الميل إلى الانتحار”.
التعليق:
في الدول الغنية الديمقراطية في أوروبا وأمريكا فإن مليوناً من النساء يعشن في الشوارع يعتبر ظاهرة، وهو وضع قد نشأ على مدى عقود عديدة في السياسة العلمانية الليبرالية. هذا المثال على كيفية معاملة النظام الجزائي للنساء يعكس واقعًا حكوميًا أوسع، على أن المساواة بين الرجال والنساء لم تؤد في الواقع إلى أية فوائد حقيقية أو تقدُّمٍ في مكانة المرأة في أي مجتمع. وكانت هذه المبادئ النسوية مجرد أداة رأسمالية لإعفاء الدول من واجبها تجاه المرأة، وتترك الإناث في المجتمع من غير وصاية الذكور، في حين عليهن أن يقمن بمهام الذكور والإناث. وقد أظهرت العديد من الدراسات الاجتماعية أن هذا الأمر قد جعل المرأة مثقلة تحت الإجهاد الذهني والبدني وتركها عرضةً للإساءة والإهمال. أصدر المرصد الأوروبي للتشرد تقريرًا شاملاً في عام 2014 وقد ورد فيه أنه “في المملكة المتحدة، الأسر المشردة التي تم تقديم العون لها بموجب قوانين التشرد هم غالبًا من النساء الأمهات دون زوج”. مع مليون من اللاجئين وغيرهم من الأشخاص اليائسين الفارين من بلادهم على أمل تأمين مستقبل أفضل، من المهم أن ندرك الحقيقة القاسية وهي أن المجتمعات الرأسمالية خبيرة في تدمير استقرار الدول الأخرى ولكنها تفشل فشلاً ذريعًا في رعاية رعاياها، ولا سيما النساء.
على النقيض من ذلك الطريقة التي تحترم المرأة وقيمتها في النظام السياسي الإسلامي. ففي دولة الخلافة فإن السكن ليس هو ترفًا اختياريًا أو امتيازًا لأولئك الذين يستطيعون أن يعيشوا حياةً في الفوائد على الديون المتراكمة. والسكن للجميع ذكوراً وإناثاً، هو حق أساسي يجب على الخليفة تأمينه لجميع الرعايا، بمن فيهم غير المسلمين، فهو مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى. يكشف كتاب “رحلة عبر شبه جزيرة القرم إلى القسطنطينية” (1789م) للسيدة إليزابيث كرافن، الرحالة والكاتبة البريطانية حيث تصف الحالة الممتازة للنساء العثمانيات بقولها “الأتراك في سلوكهم تجاه الجنس هم مثال لجميع الدول الأخرى …، وأعتقد أنهن (النساء التركيات) بطريقة معيشتهن، قادرات على أن يكن أسعد مخلوقات تتنفس على وجه الأرض“.
مع عودة الخلافة فإن العالم مرةً أخرى سيرى هذا البديل النبيل للحالة الراهنة من ملايين النساء اليائسات، حيث إن الله سبحانه وتعالى فرض على الرجال رعاية شؤون واحتياجات المرأة، كما جاء في سورة النساء الآية 34: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد