Take a fresh look at your lifestyle.

سايكس بيكو سرطان ينخر في جسد الأمة

 

 

سايكس بيكو سرطان ينخر في جسد الأمة

 

 

 

الخبر:

 

قال السفير السعودي لدى القاهرة (أحمد قطان) إن حلايب وشلاتين ملك لجمهورية مصر العربية تحت إدارة سودانية، وشدد على أن جزيرتي صنافير وتيران سعوديتان تحت إدارة مصرية، ورشحت أنباء أمس الأول أن السعودية تعهدت بمساعدة مصر في حفظ حقوقها في حلايب وشلاتين. (صحيفة الصيحة 16 نيسان/أبريل 2016م).

 

وفي تصريح آخر قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، ومدير المعاهدات الدولية السفير معصوم مرزوق: (إن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان “ولو جابوا وثيقة موقع عليها من سيدنا آدم” (عليه السلام) على حد تعبيره. (المصدر: موقع عربي 21، في 17 نيسان/أبريل 2016م).

 

التعليق:

 

إن المتابع لتصريحات المسؤولين في بلاد المسلمين يستطيع معرفة طبيعة المعادن الرخيصة التي ينتمون إليها والقيادة الفكرية الغثائية التي يعبدونها، فها هم الوزراء والسفراء في مواجهة شرعة السماء بأكثر المناهج فرعنة، والصفاقة اللفظية انحداراً، وعدم التأدب مع الله ورسله والمؤمنين، فكيف لمسلم ينتمي لأمة الإسلام يتخذ من الحدود القُطرية التي فرختها اتفاقية سايكس بيكو صنماً يُعبد من دون الله مستمِداً منها الشرعية والقانونية في تحديد امتلاك الأراضي وتوزيع ملكيتها؟!! إن السفير السعودي يتحدث وكأن بلاد المسلمين أصبحت من متاعه يتصرف فيها وبها كيف يشاء، والقاصي والداني يعلم علم اليقين أن جميع آل سعود لا حظ لهم من الإرادة السياسية ولا نصيب، فهم يتحركون بالإرادة الأمريكية، وتحت مظلة الغرب الكافر وأدواته، وهذا ما ترفضه أمة الإسلام، لذلك فهم آخر من يتحدث عن الحقوق وأهلها، فهم من يغتصب سلطان المسلمين وهم من يوالي أعداء الأمة وأعداء الدين الذين يحاربون الإسلام وأحكامه، وهم من يمدون المستعمر بحبال التمكين والهيمنة على بلاد المسلمين وثرواتهم، كما حدث في العراق وأفغانستان ويحدث اليوم في سوريا الشام؛ التي تذبح بأموال المسلمين وبإشراف من آل سعود حكام السعودية.

 

ومن مخلفات سايكس بيكو، أن يجاهر السفير معصوم مرزوق بتسفيه دين الأمة والسخرية والاستهزاء بثوابت الدين، فالرجل يقولها صراحة (إن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان “ولو جابوا وثيقة موقع عليها من سيدنا آدم” (عليه السلام) على حد تعبيره). ولا حول ولا قوة الا بالله. إن السفير معصوم قد أعلن الحرب على الله وعلى المسلمين بتصريحه هذا؛ ولذلك نقول للأهل في مصر بخاصة وللمسلمين بعامة أنه يجب العمل على تسجيل موقف نرفض من خلاله هذه التصريحات العدائية لله وللأمة، بل ونطالب الرجل بالاعتذار لأمة الإسلام والتوبة والأوبة إلى الله رب الأنام قبل أن تقام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي ستقطع مثل هذه الألسن حتى تكون عظة لغيرها وتشفي صدور قوم مؤمنين.

 

إن هذه الكلمات النتنة التي يتلفظ بها حكام المنطقة تتناسب مع القاذورات الفكرية والمخلفات الحضارية التي يتبنونها ويتخذونها نبراساً لهم، فتقودهم إلى المهالك والمعيشة الضنكى في الدنيا، وفي الآخرة عذاب شديد، ولهذا فإننا أمة الإسلام نرفض رفضاً قاطعاً ان تتخذ اتفاقية سايكس بيكو مرجعاً لتحديد الحقوق وترسيم الحدود، تلك الاتفاقية التي مزقت بلاد المسلمين وجعلت منهم دويلات عرقية قابلة للانشطار، وعشائرية يتقاتل فيها الإخوان أبناء الملة الواحدة تقديساً لتلك الحدود القطرية الوطنية التي أفرزتها اتفاقية سايكس – بيكو؛ التي أمست سرطاناً ينخر في جسد الأمة.

 

إن الأمة اليوم تعمل، بكل جد واجتهاد، من أجل إزاحة هذه الحدود والسدود الوهمية من أرض الواقع، بعد أن أُزيلت – بفضل الله – عن الأذهان والأفئدة، وبات المسلمون يتطلعون إلى دولة تربطهم، وتلم شعثهم، تمتد من جاكرتا شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً؛ دولة هويتها الإسلام، وصبغتها القرآن، سماها رسولنا الكريم e دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

عصام أتيم

 

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

2016_04_19_TLK_2_OK.pdf