نفائس الثمرات
إن الخلافة هي مبعثُ عز المسلمين وعنوانُ قوتهم
إن الخلافة أيها الإخوة هي مبعثُ عز المسلمين وعنوانُ قوتهم، وهذا يعلمه دهاقنة الاستعمار، لذلك قال كُرزون في مجلس العموم البريطاني عند إلغاء الخلافة: “القضيةُ أن تركيا قد قضي عليها ولن تقوم لها قائمة لأننا قد قضينا على القوة المعنوية فيها: الخلافةِ والإسلام”…. ولأنهم يدركون ذلك فلم يكتفوا بهدم الخلافة، بل بذلوا ويبذلون الوسع للحيلولة دون عودتها من جديد، وشنوا حرباً ضروساً على العاملين لها، ولذلك فقد جُنَّ جنونهم عندما سمعوا بانطلاقة حزب التحرير قبل ستين سنة، وأن الحزب اتخذ عودةَ الخلافة قضيةَ الأمةِ المصيرية، فحاربوه دون هوادةٍ هم وعملاؤهم بكل أساليب الشر التي في جُعبتهم من افتراءٍ واعتقال وتعذيب يُفضي إلى الشهادة وأحكامٍ بالسجن طويلة… ولكنهم فشلوا في كل ذلك وبقي الحزبُ واقفاً لا ينحني إلا لله… وأخيراً حاربوه بأن استغل الكفار المستعمرون جرائمَ بعض الحركات الإسلامية التي أعلنت الخلافة على غير وجهها الشرعي، وقامت بتصرفاتٍ غير شرعية من ذبح وحرق وتخريب وتدمير… استغل الكفار المستعمرون جرائم هذه الحركات، وصاروا يسلِّطون الأضواءَ عليها، يعرضونها بقوةٍ على الشاشات، وذلك ليُدخلوا في رُوع المسلمين أن الخلافة التي يريدون ها هي جرائِمُها تَزكُم الأنوف، ومن ثَمَّ يكره الناسُ الخلافةَ الحقيقية… ولكنهم كما فشلوا في وسائلهم السابقة فشلوا ويفشلون هذه المرة كذلك بإذن الله، فالناس يدركون الخلافةَ الشرعية، ويميزون بينها وبين الخلافةِ المزعومة، فالخلافةُ الحقة ليست مجهولة… إنها نظامٌ مميز بيّنه رسول الله e وسار عليه الخلفاء الراشدون من بعده، فليست الخلافةُ امبراطوريةً أو ملكية، ولا جمهوريةً رئاسية أو برلمانية، ولا دكتاتوريةً أو ديموقراطيةً تشرّع من دون الله، ولا أيَّ نوعٍ من الأنظمة الوضعية، ولكنها خلافةُ عدلٍ، وحكامُّها خلفاءُ أئمة، يُتَّقى بهم ويقاتل من ورائهم… إنها خلافةٌ تحمي الدماءَ، وتصونُ الأعراضَ وتحفظُ الأموالَ، وتفي بالذمة… تأخذ البيعةَ بالرضا والاختيار لا بالقهر والإجبار، يهاجرُ لها الناسُ آمنين لا أن يفروا منها مذعورين…
أيها الإخوة الحضور، يا أصحاب البصر والبصيرة، يا أولي الألباب، يا من تُحسّون بالألم نتيجةَ فقدان الخلافة، جُنّةِ المسلمين ووقايتِهم… ادرؤوا عن أنفسكم الإثمَ العظيم، فاعملوا لاستئناف الحياة الإسلامية في الأرض بإعادة دولة الخلافة الراشدة، فالقعودُ عن ذلك فيه إثم عظيم إلا لمن يتلبَّسُ بالعمل، يقول e: «… وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» أخرجه مسلم، أي بيعةُ خليفةٍ قائمٍ بالحق، فهلمَّ رجالَكم ونساءكم وخاصتَكم وعامتكم للعمل بجِد واجتهاد وصدق وإخلاص، لإقامة الخلافة وذلك الفوز العظيم…
من كلمة أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة – حفظه الله – في افتتاح مؤتمر الخلافة الذي انعقد في اسطنبول يوم الثلاثاء الموافق 2015/03/03م تحت عنوان [النموذج الرئاسي الديمقراطي، أم الخلافة الراشدة؟]
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته