بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب خروج النار
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب خروج النار”.
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا معبد سمعت حارثة بن وهب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “تصدقوا فسيأتي على الناس زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها“.
فضل الصدقة عظيم وكبير، فالله سبحانه وتعالى يقول: “وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ“، وتكفي الإشارة هنا إلى أن الميت يريد العودة إلى الدنيا لا ليحج أو يعتمر وإنما ليتصدق، لما للصدقة من فضل وأثر بعد الموت، فهي التي تمحو الخطايا وتقي من النار، “يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة”، هكذا خاطب عليه الصلاة والسلام زوجه.
أيها المسلمون:
وعند الحديث عن الصدقة نتذكر حال المسلمين اليوم وإلى أين آلَ؟ نتذكر أنهم يملكون جل خيرات الأرض، من بترول ومعادن وذهب وثروات في باطن الأرض وظاهرها، نعم نتذكر هذا بمرارة، لأنهم جمعوا بين الضدين، أغنى أمة وأفقرها في ذات الوقت. فالحال كقول الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظما * والماء فوق ظهورها محمول
نعم أيها المسلمون:
إن من يفقد أمه الرؤوم يفقد كل شيء، من يفقد الخلافة يفقد الرأفة والحنان، مصداقا لقوله تعالى: “كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً“. أم تراكم تنتظرون الخير والرحمة من عدوكم؟. عودوا إلى ربكم وأعيدوا أمكم الخلافة التي بشر بها نبيكم، بقوله: “ثم تكون خلافة على منهاج النبوة”.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم