السلطة الفلسطينية تكافح من أجل أن تتحول إلى
مرتزقة ومتعهد أمني لدى الاحتلال
الخبر:
أدان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقابلة مع مجلة “دير شبيغل” الألمانية العمليات الفدائية التي ينفذها شبان من أهل فلسطين ضد قوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، محملا في الوقت ذاته حكومة “بنيامين نتنياهو” المسؤولية عن تدهور الأوضاع.
وقال عباس في المقابلة التي نشرتها المجلة يوم الثلاثاء على هامش زيارته التي يجريها للعاصمة الألمانية “برلين” للقاء المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل”: “إن التنسيق الأمني مع “إسرائيل” يسير على ما يرام، ويمكنني القول إن الأوضاع في المناطق الفلسطينية تحت سيطرة أجهزتنا الأمنية على الرغم من محاولات حركة حماس لتخريب الأمور”.
وأضاف عباس أنه “قبل أيام قامت قواتنا باعتقال 3 من الشبان والتحقيق معهم ليتبين أنهم كانوا ينوون تنفيذ عملية ضد “إسرائيل”، ما يمكنني قوله إن قواتنا تعمل بكفاءة عالية لمنع “الإرهاب”.
وجدد عباس تأكيده على الاعتراف بـ “دولة إسرائيل”، وقال: “نحن على استعداد لإعادة تأكيد على الاعتراف بـ “دولة إسرائيل”، على أساس حل الدولتين، ولكن نريد اعترافا بالمثل من الإسرائيليين بدولتنا”. وختم عباس بالقول: “نجدد تقديرنا لـ “دولة إسرائيل” تعيش جنبا إلى جنب مع دولة فلسطين في سلام وأمن، وأنا على استعداد تام للجلوس مع “نتنياهو” على طاولة واحدة للتفاوض على هذا الأساس دون شروط مسبقة، نحن نريد التعايش معهم، ولكنهم يرفضون ذلك، إنهم يريدون فصل أنفسهم عنا”. اتحاد برس- وكالات
التعليق:
قد يبدو للبعض أنّ سلوك السلطة وعباس تجاه يهود مستهجنا ضمن الصورة التي حاول الغرب ومنظمة التحرير الفلسطينية تسويق السلطة على أساسها، حيث جرى تصوير السلطة ومنظمة التحرير على أنهما مشروع تحرر وانعتاق من الاحتلال ضمن خطة سلام ومفاوضات واتفاقيات دولية تفضي بالنهاية إلى اكتمال مشروع الدولة كاستحقاق وثمرة لنضال المناضلين وكفاح الأجيال، تماما كما يجري تسويق المعارضة السورية ومفاوضاتها مع المجرم بشار حاليا برعاية أمريكا.
ولكن من أدرك حقيقة مشروع السلطة والدور المناط بها منذ البداية ما كان ليستهجن أو يستغرب ما يحدث.
فنحن ومنذ البداية كنا قد حذرنا الأمة وأهل فلسطين من منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية فيما بعد، وأكدنا على أنهما مشروع لشرعنة الاحتلال والتفريط بفلسطين، وتثبيت الاحتلال وتمكينه في الأرض المباركة، تماما كما نحذر الآن أهل الشام من دور معارضة الفنادق ومن لحق بهم من الجماعات المقاتلة ومفاوضاتهم مع المجرم بشار والتي تسعى من خلالها أمريكا إلى تثبيت الاستعمار وإبقاء الشام حظيرة لها.
ولاحقا، ومع بدايات تشكل النواة الأمنية للسلطة الفلسطينية، أكدنا على أنّه سيُضاف لدور السلطة كمشرعن للاحتلال دور أمني محوري لتصبح ذراعا أمنيا للاحتلال، يكون امتدادا لدورها السياسي والشعبي والأممي في التسويق والترويج للاحتلال وضرورة السلام معه.
وهكذا تبلور دور السلطة على هذا الشكل، الدور السياسي الهادف إلى التطبيع مع الاحتلال والترويج له ليصبح من نافلة القول الحديث عن حق يهود في العيش في فلسطين! والدور الأمني بأن تكون السلطة اليد الضاربة ليهود وبمثابة قوات تدخل سريع على نحو دائم لإحكام السيطرة على أهل فلسطين وأبنائها لما تتمتع به من كونها في الخطوط الأمامية وبين الصفوف، وهو الدور الذي تعجز قوات يهود عن القيام به لكونها لا تستطيع أن تكون بين الصفوف والخطوط الأمامية بسبب التكلفة الأمنية الباهظة الثمن.
وبذلك تكون تصريحات عباس أعلاه تنم عن عقلية تدرك تماما الدور المناط به، فكما ناضلت سلطته من أجل شرعنة الاحتلال تحت مسمى المفاوضات والمعاهدات، هي تناضل الآن من أجل أن تصبح مرتزقة ومتعهدا أمنيا لدى الاحتلال، لأنه يدرك أن لا وجود للسلطة بدون هذين الدورين.
ولذلك نرى السلطة وعباس على الرغم من أن يهود لم يبقوا لهم نقيرا من السيادة والسلطان، ولم يحفظوا لهم ماء وجه، ولم يفوا حتى بالتعهدات والالتزامات التي كانت أمريكا ضامنة لها، إلا أن السلطة وبمباركة من أمريكا لا تنفك عن القيام بهذين الدورين، لأنهما دوران وجوديان ومصيريان بالنسبة للسلطة، فيا لعار من كان في صفوفها وأعانها على دوريْها!!
آن للشرفاء في فلسطين أن يُعلوا الصوت في وجه السلطة بأن ترفع أيديها النجسة عن هذه الأرض الطاهرة، وأن تعود فلسطين لحضن أمتها، الأمة الإسلامية القادرة على تحريرها بجيوشها الجرارة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين