كيف يسكت أهل اليمن على مخططات الأمم المتحدة في بلادهم؟
الخبر:
عقدت في الكويت يوم الخميس 2016/04/21م جلسة المفاوضات الافتتاحية التي دعت لها الأمم المتحدة بواسطة مبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بين طرفي الصراع المسلح؛ هادي وأشياعه من جهة وصالح والحوثيين وأتباعهما من جهة أخرى. وكانت الأمم المتحدة قد حددت يوم 2016/04/18م لبدء جولة جديدة من المفاوضات بينهما، إلا أن وفد صالح والحوثيين لم يصل الكويت إلا قبل ساعات من انطلاق المفاوضات.
التعليق:
المسلَّم به أن تدخل الأمم المتحدة في اليمن ليس بأيادٍ بيضاء، بل يأتي وفق رؤية سياسية خاصة لما يدور من احتراب في اليمن، وإلا لما كانت الحرب تنطلق أمام أعينها وتفتك بعشرات الآلاف بين قتيل وجريح ومئات الآلاف من المشردين وملايين المتضررين من أوارها. في السياق ذاته رحبت الإدارة الأمريكية بانطلاق هذه الجولة من المفاوضات على لسان وزير خارجيتها جون كيري.
إن الأمم المتحدة رغم رفعها شعارات حقوق الإنسان إلا أنها لم تُعِرْ لما يدور في اليمن من اقتتال حساباً بدليل استمرار الحرب في اليمن لأكثر من عام، بل اتخذت من ذلك مطية للسير فيما لديها من رؤية سياسية تخدم طرفاً بعينه ضد الآخر من أطراف الصراع الدولي في اليمن. وهل كان وراء مقتل الأمين العام الثالث للأمم المتحدة السويدي داغ هامرشولد عام 1962م في الكونغو إلا بسبب رؤية الأمم المتحدة لصالح أمريكا في الصراع الدولي مع بريطانيا في الكونغو فأقدمت بريطانيا على قتله؟
كما يأتي إصرار الأمم المتحدة على عقد جولة جديدة من المفاوضات في الكويت بين أطراف الصراع الدامي في اليمن هي الثانية بعد أربعة أشهر من الجولة الأولى في مدينة بيل السويسرية، لتدعم اتفاق الحوثيين “بدون صالح” مع نظام آل سعود في آذار/مارس الماضي على وقف إطلاق النار بينهما على حدود سايكس – بيكو، مع أن صالح ومن ورائه بريطانيا قد عمل على تعطيل جولة الكويت الحالية برفع سقف مطالبه واشتراطاته التي أوقعت الحوثيين في حرج من الذهاب منفردين والخضوع لمطالب صالح، ما جعل إسماعيل ولد الشيخ يتدارك مطبات صالح ويعقد جولة المفاوضات بعد تأخر دام ثلاثة أيام، وهذا ما جعل كيري يرحب بانعقادها.
إن الذي أربك المشهد على تدخل الأمم المتحدة في اليمن هو التصاق صالح بالحوثيين بعد أن كان هدفها هو إبعاده عن الحكم نهائياً في اليمن لصالح الحوثيين.
إن أهداف الأمم المتحدة في اليمن هي تمكين الحوثيين من الحكم، فالحوثيون يرحبون بتدخل الأمم المتحدة في اليمن، فقد وجه محمد علي الحوثي خلال عام عشرات الرسائل لبان كي مون لإيجاد حل سياسي في اليمن، وقادوا وقفات احتجاجية أمام مكتب الأمم المتحدة بصنعاء بلغت 27 وقفة خلال عام أيضاً. ثم فصل جنوب اليمن عن شماله وتسليمه للحراك الجنوبي “فريق أمريكا” وإفساح المجال للنفوذ السياسي الأمريكي وإخراج النفوذ السياسي البريطاني منه، فليعلم أهل اليمن ذلك.
إن بقاء أهل اليمن تحت حكم هذا الفريق أو ذاك أو الفريقين معاً في ظل الصراع الدولي عليه بين أمريكا وبريطانيا لا يعني إلا مستقبلاً قاتماً شبيهاً بما مضى من عشرات السنين غاب فيها الحكم بالإسلام في الحكم والاقتصاد والسياسة الخارجية والتعليم وغيرها، وإن العزة لا تكون إلا بتطبيق الإسلام في جميع نواحي الحياة في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة التي يعمل حزب التحرير لإقامتها، فمدوا أيديكم له واعملوا معه لإقامتها لترضوا ربكم ولتطردوا عن بلدكم الدول المتصارعة عليه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس: شفيق خميس – اليمن