Take a fresh look at your lifestyle.

نزار باييف وأردوغان يوقعان على اتفاقية ضد تصالح المسلمين

 

نزار باييف وأردوغان يوقعان على اتفاقية ضد تصالح المسلمين
(مترجم)

الخبر:
ذكرت وكالة أخبار Today.kz أنه في “يوم الأربعاء الثالث عشر من نيسان/أبريل وبعد مفاوضات بين الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف والتركي رجب طيب أردوغان جرت في اسطنبول، اتفق الزعيمان على تبني إعلان مشترك حول التصالح الإسلامي. وفي الوثيقة أكد الرئيسان على التزامهما بالمبادئ التي تهدف إلى المحافظة على السلام والأمن العالميين وتطوير علاقات الصداقة بين الدول. ويضم هنا الإعلان ثماني نقاط”.

التعليق:

لقد أصبح أمرا طبيعيا اليوم، بالنسبة إلى حكامنا، رفع الشعارات الإسلامية لتغطية جرائمهم ضد الإسلام والمسلمين. ولكن هذه الشعارات لا تنطلي إلا على الجاهلين بدينهم. إن المسلم الذي يقرأ الإعلان يلاحظ أن جميع أساسيات هذا الإعلان تعارض الإسلام بشكل كامل، ولا يحمل أي شيء في تصالح المسلمين، كما تدعي الأطراف التي وقعت عليه.

لن أخوض في جميع النقاط الخيانية للوثيقة، ويكفي أن أقف على الفقرة الأولى التي تنص على “إننا نؤكد على المبادئ الأساسية للأمم المتحدة ومنظمة العالم الإسلامي حول حرمة انتهاك الحدود الوطنية للدول، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وحل النزاعات والخلافات بين الدول من خلال المفاوضات السلمية”.

هل من المعقول أن أردوغان ونزار باييف اللذين يعتبران نفسيهما مسلميْن ومؤمنيْن بالدين الإسلامي

– دين الله سبحانه وتعالى خالق الكون – لا يعرفان أن الأمم المتحدة هي منظمة مبنية على العلمانية التي ترفض التدخل الإلهي في حياة الناس، بل وتحارب ضد تدخل الله في العلاقات بين البشر؟!

ألا يعلم أردوغان ونزار باييف أن حكام أوروبا قد اتحدوا ضد الإسلام والمسلمين وأسسوا ما يعرف “بعصبة الأمم” التي ضمت الدول النصرانية وكان شرطًا لمن يريد الدخول فيها أن تكون دولة نصرانية، ولكن على الواقع هذه المنظمة تطبق العلمانية ومبادئها. ومن هنا كانت تصدر المبادئ العلمانية وقوانينها تحت مسمى الأمم المتحدة.

نعم، لقد ضمت الأمم المتحدة البلاد التي كانت في يوم ما تطبق أحكام الشريعة الإسلامية، ولكن هذا كان نتيجة لرغبة أمريكا في فرض هيمنتها على العالم ولإخضاع الدول الأخرى، وعلى هذا الأساس فقد وسعت الأمم المتحدة عضوية الدول فيها.

وبالسماح للدول الأخرى للانضمام لهذه المنظمة، فقد منعت أمريكا وغيرها من الدول النصرانية دخول أي قوانين غير قوانين الأمم المتحدة والتي تعتمد أصلاً على “القانون العالمي للدول النصرانية”.

وتبين أن أردوغان ونزار باييف قد تخليا عن أحكام الله عز وجل والتزما بقوانين الدول النصرانية المرتكزة على العلمانية!! يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: 44]

بالإضافة لهذا، فإن البند الثاني والرابع من قانون الأمم المتحدة يقول “على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الامتناع في علاقاتها الدولية عن التهديد أو استخدام العنف ضد سلامة أراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة، أو في أي أمر لا يتوافق مع أهداف الأمم المتحدة”. هذا يعني الاعتراف بالحدود الحالية كحدود شرعية بحسب القانون الدولي ورفض أي دعاوى حدودية في الوقت الماضي أو المستقبل.

وبكلمات أخرى، وقع أردوغان ونزار باييف على وثيقة تؤكد على الالتزام بالحدود الحالية وتعهدا بحمايتها. إذا سألت أي حدود تعني؟ فإنها تعني الحدود التي رسمها – لتركيا – الكفار المستعمرون في مؤتمر لوزان! أحد أهم الوثائق لمؤتمر لوزان 1922-1923، وتم توقيعه في الرابع والعشرين من تموز/يوليو 1923 من قبل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان واليونان ورومانيا ومملكة الصرب والكروات والسلوفانيين من جهة، وتركيا من جهة أخرى.

لقد رسمت الاتفاقية حدودًا جديدةً لتركيا وشرعنت تفسخ الخلافة العثمانية، وأمنت حدود تركيا الحديثة. هذه الاتفاقية الخيانية أقامت السلام بين تركيا والقوى الاستعمارية والتي بموجبها فقدت تركيا السيطرة على الجزيرة العربية، ومصر والسودان وطرابلس وبرقة وبلاد ما بين النهرين وفلسطين والأردن ولبنان وسوريا وجزر بحر إيجة. وقد رسمت أيضًا الحدود الكازاخية، التي ظهرت بعد استعمار آسيا الوسطى مع بداية الإمبراطورية الروسية، ووصول الحكم الشيوعي بعد ثورة تشرين الأول/أكتوبر وتأسيس القوة السوفييتية (1917-1920)، رسمت الحدود حسب حدود كل دولة من الدول الخمس في آسيا الوسطى!.

كيف لمسلم أن يكون داعمًا لحدود رسمها الكفار المستعمرون وتعتمد على قوانين وضعها الإنسان؟!. يجب على أردوغان ونزار باييف التخلي عن هذه الحدود والعمل جاهدين لوحدة كازاخستان وتركيا وغيرهما من الدول التي أقيمت بعد هدم الخلافة تحت دولة واحدة إسلامية! هذا هو التصالح الإسلامي. أما بالنسبة لحل النزاعات والخلافات بين الناس داخل الدول أو في العلاقات الخارجية بينها، فقد أمر الله عز وجل، بشكل واضح، ما الذي يجب على المسلمين اتباعه والاحتكام إليه، يقول الله عز وجل: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65]، ويقول أيضًا: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾ [الأحزاب: 36]

ومن هنا فقد وقع الرئيسان على وثيقة تناقض الإسلام وتصب في مصلحة الكفار المستعمرين، الذين يستغلون الأمم المتحدة فقط لاستعمار بلداننا ويبقوا سيطرتهم على أراضينا ومحاربة إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة! وهذا العمل منهما هو خيانة لله وللإسلام وللمسلمين ولا يمت بصلة إلى تصالح المسلمين!.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

 

إعداد وحدة الإنتاج الفني في المناطق الناطقة بالروسية
التابعة للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

2016_04_24_TLK_2_OK.pdf